تعطّل زواجنا حال دون سعادتنا.. فما السبيل ليرتاح بالنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدتي نور.. أشكرك على رحابة صدرك واستقبالك لانشغالاتنا بكل عطف ومودّة وتفهّم كبير، فأنا حقّا جدّ تائهة ولم أعد أدري كيف أفرّق بين الصواب والخطأ بين مفارقات الحياة وبين ألمي وألم من حولي. سيدة نور.. أنا فتاة في مقتبل العمر، لكن ثمّة مشكلة تؤرقني كثيرا، ولو ارتبط الأمر بي وحدي لهان علي ولكتمته داخلي وتحمّلت، لكنها تعدّتني وأصبحت أكبر مني حتى شملت عائلتي ككل..فنحن أسرة محافظة ميسورة الحال وشريفة والحمد لله، لكن مشكلتي وأخواتي؛ على الرغم من حسن مظهرنا وعلى الرغم من سيرتنا الطيبة وطبعا بشهادة الكل، إلا أننا لم نحظى بزوج صالح؛ كون ذلك أصبح حلم كل أنثى ترى معنى الاستقرار والسكينة في سقف تعيش تحته مع رجل يكون لها الأمان والآمال.. أرجو سيدتي.. أن لا تفهمي من كلامي هذا أننا قانطات من رحمة الله ورافضات لقضائه وقدره، بل واللّه على العكس فأنا وكل عائلتي نحمد الله ليل نهار على وضعنا وعلى مشيئته ونعمه التي أنعم علينا، لكن نقطة الاستفهام التي بقيت تحيّرنا وتزيد من شجننا هي لماذا كلنا نعاني من نفس الحرمان..؟ فكلما تقدم أحدهم لخطبة واحدة منا تتوالى الأسباب التي تحول دون أن يتم الزواج. والأدهى والأمرّ سيدتي.. هو تعرّضنا الدائم للمضايقات التي تتنافى وأخلاقنا، فهل يعقل أننا غير مرغوب فيهن في الحلال ومطلوبات في الحرام؛ أم أن هناك أمر آخر لا نعرفه..؟، نحن حقا في دوامة تكاد تأتي على أحلامنا وطموحاتنا، أرجو سيدتي أن تمدّي لنا يد العون وأن تنوّري طريقنا قبل أن يقضي علينا الألم واليأس، أنا انتظر ردّك على أحرّ من الجمر؛ فلا تبخلي عليّ بكلماتك التي تثلج الصدر.
حائرة
الرّد:
عزيزتي، أقدّر الحالة التي تمرّين بها وأخواتك، فما تطرّقت إليه أمر تفكر فيه كل أنثى لما يمثّله لها من أمان وثقة، لكن عدم الفوز بفارس الأحلام لا يعني أبدا الاستسلام والرضوخ لقهر التفكير والأسئلة الكثيرة التي إجابتها في علم ربي فقط.عزيزتي.. إن الأرزاق بيد الله وحده عزّ وجلّ، الزواج رزق لا تعلم الفتاة متى ولا يكف يأتي إليها، فلتهوّني عليك على أخواتك ولتضعوا ثقتكم في الله تعالى مادمتن تتحلون بأخلاق رفيعة؛ من المؤكّد أنها ستزيد من ترفّعكم ورقيّكم، واعلمي أن الفوز الحقيقي في الحياة هو الفوز برضى الله الذي لا يضاهيه فوز، فلتهوّني عليك عزيزتي ولتتخطّي كل تلك الأفكار وتلك الأسئلة، ولتحاولي أن تنعمي براحتك وأن تبحثي في الإيمان الذي يسكن أركان قلبك عن أمر يعيد لك الثقة في نفسك وينسيك كل تلك الأسئلة المحيّرة.عزيزتي.. إن تألّق أي فتاة أو نجاحها لا يتوقّف فقط على زواجها وارتباطها، أنا لا أعني أن الزواج لا يعني شيئا في حياة الإنسان؛ لكن ما أريد أن أوصله لك هو أنا لا توقفي حياتك وأن لا تستسلمي لمجرّد التفكير في هاجس العنوسة التي ترينه يخيّم عليك وعلى أخواتكن؛ بل يمكنكن تحيقق ذواتكن بطرق مختلفة، وما عليكن فعله فقط هو التوكّل على الله والتزوّد بالإيمان والإكثار من الاستغفار، وتيقّني أن رحمة الله وسعت كل شيء، فهو الذي إذا قال للشيء كن فيكون، ولابدّ أن يأتي اليوم الذي سيعوضّكن الله فيه عن كل دقيقة وكل لحظة من الألم ومن الحزن، فلا تيأسن وتمسّكن بالعروة الوثقى لأن الصبر باب الفرج، أنه بعد العسر يأتي اليسر.
ردّت نور