حجّاج جزائريون يحتجّون ويمتنعون عن دخول فندق في مكة
توالت صبيحة أمس، مهازل سياسة ”البريكولاج” التي ينتهجها أفراد بعثة الحج الجزائرية، في تسيير أمور إيواء حجاجنا الميامين في مكة المكرمة، بحادثة تُعد السابقة الأولى التي يشهدها السعوديون بجوار الحرم المكي، وهذا بعد إقدام قرابة 250 حاجّ جزائريّ فجر أمس، على شن إضراب، وامتنعوا عن الدخول لفندق ”تهاني أجياد” الواقع بشارع أجياد بمكة المكرمة، وافترشوا الأرض بمتاعهم طيلة اليوم، وهذا احتجاجا على تردي أوضاع الفندق الذي أدرجتهم فيه البعثة الجزائرية، ونقصه من ناحية الظروف والإمكانات التي توفر الراحة.الحجاج المحتجون قدموا من المدينة المنورة، حيث كانوا ينزلون في فنادق تتوفر على جميع الإمكانات اللازمة التي توفر الراحة، لكنهم بوصولهم إلى مكة صُدموا بالفندق الذي تم إدراجهم فيه، والذي لا يتوفر على الظروف اللازمة، وعليه احتجّوا ورفضوا الدخول إلى الفندق، وفرشوا أمتعتهم في الشارع وعلى قارعة الطريق، وبقوا على هذه الحال منذ الثالثة صباحا إلى غاية ما بعد عصر أمس. أفراد بعثة الحج الجزائرية حاولوا بشتى الطرق تسوية الأمر، إلا أن النقائص التي كان يعاني منها الفندق، والظروف التي يطالب الحجّاج بها، كانت أكبر بكثير من المبادرة التي قام بها مسؤولو البعثة. الحجاج أكّدوا في تصريحاتهم لجريدة ”النهار”، أن مسؤولي البعثة الجزائرية لم يعيروهم أي اهتمام، وأن المعاناة التي وجدوا أنفسهم فيها، هي ناتجة عن سياسة البريكولاج المنتهجة في تسيير أمور إسكان الحجاج. مصالح وزارة الحج السعودية هي الأخرى تدخلت في القضية، وحاولت إيجاد جل للمشكل، إلا أن إصرار الحجاج حال دون ذلك. وتواصل الوضع على حاله من الثالثة صباحا إلى غاية ما بعد عصر أمس، ولم يتمكن أفراد البعثة الجزائرية من مسايرة الاحتجاج، وإقناع الحجاج بالدخول إلى غرفهم بالفندق، إلا بعد تدخل مسؤولي وزارة الحج السعودية، والذين قاموا بعزل بعض الحجاج المحتجين، ثم قاموا بإقناع الآخرين بالدخول للفندق. وبهذا رضخ المحتجون للأمر الواقع، بعد أن أصبح عددهم نحو 40 حاجا محتجا، ودخلوا لغرفهم بعد أن أنهكهم التعب، وتحت أمل تدخل القائمين على بعثة الحج الجزائرية، لإيجاد حلول ولو مؤقتة للمشاكل والنقائص التي يعاني منها الفندق.