خدعتني الدنيا بمظاهرها وبهارجها فأقدمت على دنيا الهوى
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
سيدتي نور إخواني القراء، لا أدري هل ألوم نفسي أم ألوم الظروف أم ألوم المحيط الذي انخرطت فيه؟ أيا كان السبب لقد حدث ما حدث أعترف أنّني أخطأت، وها أنا أدفع ثمن هذا الخطأ، فالناس لا ينظرون للظروف وإنما ينظرون للخطأ بعينه، أنا لا ألومهم على ذلك بقدر ما ألوم نفسي مهما كانت الظروف التي دفعتني إلى ارتكاب هذا الخطأ، الذي أتجرع مراراته إلى الآن، والنتيجة الفشل في الدراسة وفي الزواج وفي تكوين أسرة.
ولدت وتربيت في أسرة متواضعة، أبي وأمي كان يبذلان ويشقيان لتدبير احتياجاتنا، الأسرة تتشكل من خمسة أفراد، لقد كنت متفوقة في دراستي حتى المرحلة الثانوية، لأن كل همي كان تحقيق حلم أبي وأمي في أن أكون طبيبة أو مهندسة، اجتهدت حتى دخلت الجامعة، لكن في هذه اللحظة شاء القدر لي حياة أخرى، ظهر أحد أقارب أبي وكان يعلم بظروفنا جيدا وقال لوالدي لماذا لا تعمل ابنتك بدلا من متابعة دراستها الجامعية، هناك شركات ومؤسسات خاصّة وبراتب معقول أيضا، رفض أبي في بداية الأمر لأن همه كان أن أحصل على الشهادة الجامعية، فهي ضمان مستقبلي وحين قال له وما المانع أن تعمل ثم تكمل دراستها في الجامعة..
وبالفعل توسط لي هذا الرجل لدى المؤسسة بتعييني للعمل فيها، وكان لي ما أردت ولكن منذ دخولي ميدان العمل تغيرت حياتي، وبدأت أتأثر بالملابس والمظاهر والاختلاط اللامحدود، الشباب ونظراتهم وبلا أية مقدمات وجدت نفسي وسط مجموعة كل همها الاستمتاع بالحياة والمال والمظاهر، قاومت هذا التيار الجديد، ولكن لم أنجح كنت أحتاج ملابس وأحذية غالية الثمن لأجاري هذه المجموعة، لا أخفي عنكم أنني خرجت عن حدود تقاليدنا الاجتماعية وتنشئتي الأسرية.. وأحببت زميلا في هذه المؤسسة، سرعان ما خدعت بأسلوبه وبكلماته التي لم أتعود عليها، وانسقت وراءه، وخفت أن يضيع منّي لأنه كان غنيا وكان يعطيني ما ينقصني من مال لأبدو بالمظهر الجذاب، بالمقابل كنت أنا أمنحه الحنان والحب والاهتمام، لكنه لم يقدر حبي له ولم يقدر معنى تضحيتي، الواقع أنّني المسؤولة ولكن لا خبرة لي، لم أعرف الحيلة والخبث فقد دفعتني ظروف الحاجة إلى أن أكون هكذا، المهم أنني حاولت بقدر ما أستطيع أن أصحح خطئي معه.
لكنه ابتعد عني بل هددني بأني إن لاحقته سيفضحني أمام أهلي وأمام زملاء العمل، وأن ذلك معناه تشويه سمعتي وسمعة أسرتي، سكت على مضض وأخفيت ألمي وجروحي بين ضلوعي وأصبت بنوع من الإحباط والاكتئاب وأحسست بظلام الدنيا كلها يحيط بي، بل فوق ذلك شعرت أنني خيبت أمل والدي، وأنني كنت مثلا سيئا لفتاة وثقت بها عائلتها فأعطتها حريتها، فأساءت استخدامها وحاولت أن أداري خيبتي وفشلي بالعودة إلى الجامعة، ولكني لم أستطع وكذبت على أهلي الذين كانوا يجهلون كل شيء حدث لي، حاولت أن أستعيد توازني وأن أنظر إلى المستقبل ونسيان ما حدث رغم صعوبة ذلك، وإذا بأحد الأقرباء يتقدم لخطبتي طالبا الزواج مني، لم يكن يعيبه شيء، أخلاق، ومال، ووظيفة جيدة، كما أنه أبدى إعجابه باستقامتي وأخلاقي، ووجدت فيه عائلتي فرصة العمر للتخلص من عبء ثقيل وظننت أن القدر بدأ يبتسم لي، ولكن كيف أشرح له مصيبتي وهل سأعترف لزوجي بحقيقة ما حدث بيني وبين زميل العمل، وهل سيغفر لي؟ ودارت في ذهني مئات التساؤلات لم أكن أعرف ماذا أفعل، فأخفيت كل ما بداخلي، وكان كل همي أن ينتهي عقد القران، وفي ليلة الزفاف حينما حاول الاقتراب مني تظاهرت بالتعب مرة وبالخوف مرة أخرى، حتى كان ما كان ثم جلس معي وطلب مني أن أحكي له ما حدث، عندئذ أدركت أن كل شيء قد انكشف، وأنني لن أستطيع أن أخفي عنه، فقال لي إنه مجبر على طلاقي، و اخترع أية حجة، فطلبت منه ألا يقوم بتطليقي إلا بعد مرور شهرين على الأقل، وكان كريما معي فطلقني بعد خمسة أشهر من الزواج، وقال لأهلي إنه السبب في الطلاق وإنني كزوجة لا غبار علي، وشعرت بنبله، وتمنيت لو كنت قد قابلته قبل الوقوع في بئر الانحراف، وبسبب التطلعات التي كانت داخلي، لكن كلمة “لو” لم تعد تجدي بعد أن حدث ما حدث.
الـمـخـدوعـة