قاضٍ فرنسي يشرح أسباب تحوّل أشخاص عاديين إلى إرهابيين

قصص مثيرة حول الإرهاب والإرهابيين يتناولها مارك تريفيديتش في كتابه الجديد الذي يتحدّث فيه عن كيفية تحوّل أفراد عاديين إلى أشخاص خطيرين متورّطين في الإرهاب، حيث يشرح الكاتب وهو قاض فرنسي مكلّف بملف مكافحة الإرهاب، الطريقة التي ينظر بها قاضٍ مهني محترف إلى جرائم الإرهاب وما هي استراتيجية فرنسا تحديدا لمكافحة الظاهرة ذات الخطر الممتدّ دوليا، دون قيود أو حدود.هذا ما يثيره القاضي الفرنسي المتخصّص في شؤون مكافحة الإرهاب ”مارك تريفيديتش” في كتابه الصادر مؤخرا وعنوانه ”إرهابيون… أعمدة اللاعقل السبعة”، الذي يحلّل فيه ظاهرة الإرهاب مفكّكا العوامل المؤدّية إليها والعناصر المكونة لها، من خلال الخوض في طريقة تفكير الإرهابيين، الذين يدرسهم في كتابه بالإستناد على سبع حالات محدّدة حقيقية مستمدة من تجارب عمله. تناول الكاتب مارك ترفيديتش وصاحب الكتاب الناجح عام 0102، ”في قلب المناهضين ضد الإرهاب”، في كتابه الجديد قصصا مثيرة تناول من خلالها الكيفية التي يصبح فيها الشخص إرهابيا، وكيفية سنّ القوانين المحفوفة بالمخاطر، بالإضافة إلى موقف فرنسا من هذه الظاهرة التي لا حدود لها.ولأول مرّة، يحاول قاض وضع نفسه في مكان الإرهابي ويحاول إدخال القارئ في قلب القضية من خلال سرد قضايا حقيقية لسبعة أشخاص معروفين بالاسم والصورة. وهنا يبدأ الكاتب تجربة الشاب ”ستيفان” ذي الستة عشر عاما، المنحدر من أسرة فرنسية عادية غير مسلمة، الذي اعتنق الإسلام ولكن مخالطته لأوساط متطرّفة حوّلته بسرعة إلى أحد المتطرّفين الراديكاليين الإسلاميين. كما يتتبع الكاتب أيضا حالة ثانية هي ”آسيا” التي تلقت تعليمها في مدرسة علمانية فرنسية، ولكن علاقاتها الاجتماعية أدّت بها أيضا إلى أن تبدأ السير حثيثا على طريق التطرّف، لتتعرّف من خلال مواقع الأنترنت على أحد المتشددين الراديكاليين ليصبح فيما بعد زوجها المستقبلي، ليأخذها هو أيضا معه أشواطا أخرى على طريق التطرّف الديني إلى أبعد مدى ممكن. وذات الشيء يصدق كذلك، مع اختلاف التفاصيل في البداية والنهاية الدموية، على محمد مراح، الشاب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية الذي ارتكب مجزرة في مدينة تولوز الفرنسية، قبل أن يُقتل برصاص الشرطة الفرنسية. كما يتوقف الكاتب أيضا عند بعض الأحداث الخاصة التي لعبت أدوارا خطيرة في تفشي ظاهرة الإرهاب. وأكد مارك في كتابه ”إرهابيون.. أعمدة اللاّعقل السبعة” الذي صدر مؤخرا، أنه على الرغم من أن الجميع يعلم أنه من حق هؤلاء اختيار التيارات التي يرغبون في الانتماء إليها، إلا أنه لا يمكن إنصافهم واحترام اختياراتهم لأن الإرهابي في طريق التكوين ليس إرهابيا بعد. ولم يتردّد الكاتب أيضا أثناء عمليات تحليل وتتبع جذور وبذور الإرهاب في تسجيل حجم المعاناة التي تتكبّدها المجتمعات المعاصرة نتيجة هذا النوع من أنواع الجريمة المنظّمة، خاصة مع تنوع خطر الإرهاب المعاصر، هذا زيادة على اتّساع ساحات نشاطه، إلى قارات ومناطق فقيرة جديدة كمنطقة الساحل الإفريقية.