''عدم اعتراف فرنسا بجرائمها سبب جمود العلاقة بين البلدين''
أرجع رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة سبب جمود العلاقات بين الجزائر وفرنسا في شتى المجالات -الاجتماعية والسياسية والاقتصادية- إلى تمسّك الجانب الفرنسي بعدم الاعتذار الرسمي للجزائر عن الماضي الاستعماري وجرائم الحرب التي قامت قبل وإبان الثورة التحريرية.قال رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد ولد خليفة، ”إن الجمود يحوم حول العلاقة الجزائرية الفرنسية، كون الجزائريين يعانون آلاما عميقة بسبب عدم تحمّل فرنسا اليوم مسؤولية ماضيها الاستعماري وما انجرّ عنه من مسؤولية معنوية”. ووجّه الرجل الثالث في الدولة العربي ولد خليفة، هذه الكلمة خلال افتتاحه، أمس، الجلسة البرلمانية الكبرى الجزائرية الفرنسية، والتي عرّج من خلالها عن الأسباب الحقيقة التي جعلت العلاقة بين الجزائر وفرنسا تشهد ركودا في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية، إذ أرجعها ولد خليفة إلى عدم إقدام فرنسا على الاعتذار للجزائر عن ماضيها الاستعماري، مشيرا إلى أن الإبقاء على نفس التعنّت من طرف مسؤولي الإيليزيه سيجعل العلاقة تشهد تأخّرا أكثر من الذي هو عليه الآن. هذا الكلام الذي جاء على لسان ولد خليفة يوحي بأن حتى زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر شهر ديسمبر من العام الماضي لم تقدر على كسر جدار الآلام وجمود العلاقة الشعبية بين البلدين، خاصة وأن الجزائريين كانوا ينتظرون من المسؤول الأول في الإيليزيه تقديم اعتذار رسمي على الجرائم الاستعمارية التي مورست في حق الجزائريين، هذا الاعتذار الذي لم يتفوّه به هولاند. أما مسألة الأمن في منطقة الساحل، فقد أكد ولد خليفة أن العمل على جعل هذه المنطقة فضاء سلم وأمن وتعاون أصبح ”ضرورة قصوى” تتحمّل فيه منظمة الأمم المتحدة المسؤولية الكبرى، في حين أوضح، أن الأزمة السياسية في مالي ”لا تجد حلاّ لها إلا بالانتخابات والحوار الوطني الجامع لكل الماليين الحريصين على الوحدة والسلامة الترابية لبلدهم والرافضين كل أشكال الإرهاب والجريمة المنظّمة.