إعــــلانات

أخطأت بكفالة يتيم لأنه سيُحدث في بيتي كارثة أخلاقية

أخطأت بكفالة يتيم لأنه سيُحدث في بيتي كارثة أخلاقية

تحية طيبة وأزكى سلام أبعث به إلى طاقم جريدة النهار أما بعد:

سيدتي نور.. أرجو أن تأخذي مشكلتي على جناح السرعة لأنها خطيرة جدا ولا يجب غض الطرف عنها لأنها تتعلق بشرف بناتي الذي أصبح في خطر.أنا سيدة متزوجة أم لأربع بنات، حلمت كثيرا أن يرزقني اللّه بولد لكنه لم يشأ لحكمة يعلمها، لذلك فإني لم أتوان لحظة واحدة في كفالة شقيقي الأصغر عندما توفيت والدتي، فأحضرته ليعيش معي بموافقة زوجي فاتخذته شقيقا لبناتي، علما أنه يقاربهن في السن إذ يفوق ابنتي الكبرى بسنة لا أكثر.كنت سعيدة جدا بوجوده بيننا فكان أكثر من شقيق لأني جعلته في مقام الابن، ولحسن الحظ استطاع أن ينال محبة الجميع، بما فيهم أهل زوجي الذين أفرطوا في حبه، لأنه مهذب وعلى قدر كبير من الحياء، لقد أحسنت تربيته ولم أقصّر في شيء، وكانت النتيجة أن نشأ على الطاعة والاحترام، لقد نجح في دراسته وتحصّل على وظيفة تليق بمقام شهادته الجامعية، مما جعلني أحمد اللّه حمدا كثيرا، أنه أعطاني القوة فأتممت رسالتي معه على أكمل وجه.المشكلة التي طرأت على حياتي، أن ابني أو بالأحرى شقيقي تغيّر فجأة، بعدما أصبح ينظر إلى بناتي بعين الاشتهاء، فهو لا يفوّت الفرصة أبدا لكي يفعل ذلك، لأن بناتي يتعاملن معه بكثير من التلقائية، كونه من المحارم، يعانقنه ويقبلنه ويمازحنه وهذا ما أسال لعابه.في الحقيقة لا واحدة منهن انتبهت إلى هذا التغيير فأنا من اكتشفت الأمر، لكن أكبر بناتي يبدو أنها لاحظت الشيء نفسه، مما جعلها تتصرف معه بكل تحفظ وقد سمعتها ذات مرة تحث شقيقاتها على اليقظة لكنهن سخرن منها باعتبارها تبالغ.سيدتي نور.. لقد أعرب عن نيته في الزواج، فلم أوافق باعتباره في الخامسة والعشرين، أليس الوقت مبكرا على زواجه؟، والأهم من هذا كيف أتصرّف معه لكي أصده، فالخوف يكاد يقضي علي وأخشى أن يحضر الشيطان في لحظة فتحدث كارثة أخلاقية في بيتي، فحقا أنا في ضائقة من أمري أرجوك شوري علي، قبل أن أتصرّف معه بما قد يفسد علي إحسان ربع قرن من الزمن.

 فمن الوسط

الرّد:

سيدتي الفاضلة، لك كل الأجر والثواب لأنك أحسنت لهذا اليتيم، فمنحته من وقتك وجهدك الشيء الكثير، فلا تتذمري لأنك قدّمت الخير وستنالين ثماره إن شاء اللّه، لن يمس بناتك السوء بإذن اللّه تعالى إذا استعنت بالدعاء والإكثار من الطاعات لكي يدفع عنك البلاء، تقربي من العلي القدير وطالبهن بذلك فهن في حفظ اللّه وهو خير الحافظين.سيدتي، تمعّني جيدا قبل إصدار هذا الحكم، ربما تكون ظنونك في غير محلّها، أما إذا كنت متأكدة، فلا تتركي له الفرصة لكي يختلي بأي من بناتك، ولا تأذني لهن بمرافقته لأي مكان مهما كان، لا تتحدثي معه كثيرا، وحاولي أن تبعثي له برسالة من خلال تصرّفك هذا، لأنه تجاوز حدود اللّه وقفز عن إطار الأدب والاحترام عسى أن يعود إلى سابق عهده، ولا تترددي في ردعه لو صدر منه ما يريب، بل كوني صارمة وأوقفيه عند حده، وذكريه باللّه عز وجل وبلغيه أنك ستفضحين أمره، كوني حذرة واجعلي بناتك يحتشمن في وجوده، فما السبب الذي حول هذا التقي الصالح إلى شاب مستهتر طائش إن لم يجد الدعم لذلك؟.ساعديه ليتم مشروع زواجه من فتاة ذات خلق ودين لكي تساعده على العفاف، فكلنا نذنب وشقيقك ليس بمعزل عن الذنوب، إياك أن يعلم أي كان بهذا الأمر، مهما كانت صلته بكم، فقد يؤول ويزيد الأكاذيب حتى تصل إلى درجة تسيء حقا إلى شرف العائلة، لذا عليك بالمزيد من الحكمة لأنها الطريق نحو هدوء العاصفة وسكون الموج الذي جعله الشيطان مضطربا.أسأل اللّه أن يحفظك بناتك وأن يُلبسهن ثوب الطهر والنقاء إلى حين زواجهن واسأله أن يحميهن من كل أمر مشين.. آمين يا يرب العالمين.

 

ردّت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/fIATg
إعــــلانات
إعــــلانات