عمال يرفعون التحدي بعرض الصحراء ويصمدون أمام الحر في رمضان
يحل شهر رمضان هذه السنة على عمال الحقول البترولية بجنوب البلاد والعزيمة صلبة كالعادة حتى وان وصل عدد ساعات الصيام الى أكثر من 12 ساعة وحرارة الجو تفوق ال 48 تحت الظل. فعلى مستوى الحدود الجزائرية المالية بمنطقة “تنزروفت” الصحراوية وبموقع “شناشن” حيث تصل درجة الحرارة 48 درجة مائوية وأكثر تحت الظل بهذه المنطقة المعروفة التي تبعد بنحو 2000 كلم عن حاسي مسعود (ورقلة) يواصل عمال المؤسسة الوطنية للتنقيب الذين باشروا العمل بهذا الموقع منذ سنتين أداء مهامهم في مجال التنقيب عن البتر ول لحساب شركة “سونطراك“. ويبدو أن الصيام في درجة حرارة مرتفعة لا يقلق هؤلاء العمال الذين يبذلون جهدا بدنيا هائلا في العراء وفي قلب الصحراء القاحلة دون أن يتجرعوا قطرة ماء.
يبقى العطش المعاناة اليومية لجل عمال المؤسسات البترولية
ويظل العطش المعاناة اليومية لجل عمال المؤسسات البترولية الذين يتحتم عليهم التكيف حتى ولو وجدوا صعوبة لإتمام عملهم على أكمل وجه . وفي هذا الصدد يقول ل/واج مسؤول ورشة التنقيب “لقد تعودنا على هذا النمط من العيش وليس مشكل الحر ما يؤرقنا وإنما العطش ما يصعب مهامنا إلا أن إيماننا وعزيمتنا ثبتانا على الدرب“. ويصف مسؤول فريق المؤسسة الوطنية للتنقيب “أو أن أف 41” العامل بهذا الموقع الصعب الذي تختلف العادات والتقاليد السائدة به تماما عن باقي أرجاء البلاد الأجواء الحميمية والأخوية التي تسود فريق عمله الذي يعمل أفراده مع بعض منذ 5 سنوات قائلا ” على الرغم من صعوبة هذا المكان الموحش إلا أننا استطعنا أن نخلق لأنفسنا أجواء حيوية تطبعها الأخوة والتلاحم“. وعن معاناة العطش يقول ذات المسؤول ” في مثل الظروف التي نعمل بها يحتاج جسمنا للماء إلا أنه لا يسعنا في شهر الصيام إلا رش قطرات من الماء على وجوهنا حتى نقلل من عطشنا ونتمكن من مواصلة عملنا”.
فرق العمل تواصل مهامها على مدار ال 24 ساعة
ويضيف ذات المتحدث “إن أشعة الشمس الحارقة وكذا الزوابع الرملية تؤثر بشكل حساس على القدرات البدنية إلا أن ذلك لا يحط أبدا من عزمنا ولا يعرقل أداء مهامنا على أكمل وجه. إن فرق العمل تواصل مهامها على مدار 24 ساعة لتضمن استمرار عملية التنقيب”. ويضمن كل فريق بهذا الموقع 12 ساعة من العمل أمام عتاد التنقيب في العراء خلال أربع أسابيع موزعة على أسبوعين عمل في النهار وأسبوعين في الليل لينال من ثم أربعة أسابيع راحة للاسترجاع. وفي ما يتعلق بقواعد الحياة على غرار قاعدة حياة ” 24 فبراير” بحاسي مسعود فإن ظروف العمل أقل صعوبة حيث يشبه نمط عيش العمال نمط عيش باقي سكان هذه المدينة البترولية وباقي مناطق الجنوب الجزائري مع بعض التغيرات الطفيفة.
أجواء رمضانية في اطار حميمي
ففي الأقطاب الصناعية حيث نجد عمال ينحدرون من جميع ولايات الوطن يبدو مجمل العمال في مجال البترول كعادتهم في محيطهم المهني باستثناء تجمعهم على موائد الإفطار التي تصنع الحدث بالنسبة لهم لأنها تكون شبيهة إلى حد ما في ما تحمله من أطباق تقليدية على غرار الكسرة والشربة والكسكسي وغيرها من الأكلات الشعبية بتلك التي يتناولونها وسط عائلاتهم. وحول أجواء رمضان المعاشة على مستوى قواعد الحياة أكد السيد سعدون ب (48 سنة) منحدر من قسنطينة أن “اليوم يتلخص بين ساعات العمل بالمكاتب صباحا وصلاة التراويح بمسجد التقوى بقاعدة الحياة “24 فبراير” ليلا مشيرا أن العمال يحاولون التنويع في الساعات القليلة المتبقية بإضفاء جو من السمر والمرح ينسيهم عناء يوم طويل من العمل والصيام إلى حين موعد الرجوع إلى الديار لعيش أجواء رمضان في رحب العائلة ولو لأيام معدودات.