عائلتا الضحيتين يصرخان نطالب بالقصاص من المسؤولين
مروان أخ الفقيد عزيب سفيان وسيف الدين أولاد فاميليا، ومن يتحدث على أنهما كانا ثملين فهو كاذب
سلال يوفد مبعوثا لتعزية عائلتي الضحيتين
شيعت، ظهيرة أمس، جنازة مناصري إتحاد الجزائر، سيف الدين درغوم صاحب الـ21 ربيعا، وصديقه ابن حيه سفيان عزيب 26 سنة بمقبرة بن عمر، في أجواء مهيبة حضرها مبعوث الوزير الأول عبد المالك سلال الذي قدم تعازي الأخير لعائلتي الضحيتين، ولاعبو إتحاد الجزائر ورئيسهم ربوح حداد، إلى جانب أبناء حيهما وجمع غفير من أنصار الإتحاد، وأنصار الفرق الأخرى الذين تأثروا كثيرا لطريقة رحيل الثنائي بعد سقوطه من أعلى المدرجات في غفلة منه، ولم تتوانى عائلتا الضحيتان، أمس، في مطالبة السلطات المعنية بفتح تحقيق معمق من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء وقوع الكارثة، متهمين في الوقت ذاته سياسة اللامبالاة التي تنتهجها الوزارة الوصية والمسؤولون على كرة القدم الجزائرية في حق الأنصار الذين يموتون دون ذنب على حد قولهم ومطالبين بالقصاص.
سيفو متربص…وسفيان عامل بميناء الجزائر
التقت «النهار»، أمس، بعائلة الفقيدين، وقال عمي محمد أب «سيف الدين» إن خبر وفاة ابنه نزل عليه كالصاعقة، ولكنه يؤمن بقضاء الله وقدره ولله ما أعطى وما أخذ مطالبا بالعدالة والقصاص ومبرزا بأن ابنه كان يعشق إتحاد العاصمة، وهو الأمر ذاته الذي رددته الوالدة خالتي «زينة» التي كانت عيناها تذرفان دمعا، وهي تقول أن سيف الدين تركها وحيدة برحيله إلى مثواه الأخير، أما الأخ رضا فأكد أن أخيه كان ينتظر بشغف إتمام التربص الذي يجريه من أجل الانتقال إلى الحياة العملية، وعلى نفس الحالة المعنوية، كانت عائلة الفقيد الثاني سفيان عزيب، والذي أكد لنا أبوه عمي إبراهيم أنه إنسان مستقيم في حياته ويعمل في ميناء الجزائر بشهادة يزيد مشري جار الفقيد.
مروان عزيب أخ الفقيد «نوكل ربي على كل من قال كانوا خابطين ونطالب بالقصاص من المسؤول
مروان عزيب أخ الفقيد سفيان، كان في حالة معنوية جد منحطة، وقال إنه لن يسامح كل من حاول تلطيخ سمعة الضحيتين، اللذان توفيا تحت أنقاض مدرجات ملعب 5 جويلية، مشيرا إلى أن سفيان وسيفو معروفان بأخلاقهما الحميدة «نوكل ربي على كل إنسان قال إن سفيان وسيف الدين ربي يرحمهم كانوا خابطين أثناء سقوط المدرجات بهما، والله وبشهادة الجميع، هما عاقلين وزيد سقسي الحومة كامل عليهم»، وجددتا عائلتا عزيب ودرغوم وكل أبناء حي العافية مطالبتهم بالقصاص من المتسبب في حادثة سقوط المدرجات.
محمد درغوم (والد سيفو) أمرته بعدم التنقل إلى الملعب بطلب من أمه…لكن هذا مكتوب ربي
أكد عمي محمد والد سيف الدين أنه ألح على ابنه صبيحة الداربي حتى لا يتنقل إلى ملعب 5 جويلية عندما كان يحضر نفسه رفقة أقرانه في الحي، لاسيما وأن أم الفقيد طلبت من زوجها أن يمنع «سيفو» من الذهاب لمشاهدة المباراة على غير العادة، وكأنها أحسّت أن مكروها ينتظر ابنها، وقال بنبرة المتحسّر «لقد طلبت منه عدم الذهاب إلى الملعب وطلبت مني أمه وترجتني أن أمنعه من الذهاب، وألحَحت عليه حتى لا ينتقل إلى الملعب، لكن حبه لإتحاد العاصمة كان أكبر وأقوى» ليضيف بعدها «على كل حال، إن أجله ناداه ونحن نؤمن بما كتبه الله لنا». جدير بالذكر أن الفقيدين معروفان بحسن خلقهما وطيبتهما بشهادة أبناء حيهما وجيرانهما، الذين أكدوا لنا أن «سيفو وسفيان» ينحدران من عائلتين فقيرتين.