السمعي البصري مادة ثمينة للأرشيف الوطني لم تحظ بالعناية التي تستحقها
اعتبر المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي امس الأحد بسكيكدة أن السمعي البصري الذي يعد مادة ثمينة للارشيف الوطني لم يستفد في الجزائر من “العناية التي يستحقها”. وقال السيد شيخي عند افتتاحه بقصر الثقافة و الفنون بوسط المدينة أشغال ندوة إعلامية تحت شعار “أنقذوا تراثنا للأجيال القادمة” بمناسبة احتفال الجزائر لأول مرة باليوم العالمي للحفاظ على التراث السمعي البصري أن هذا الأخير “لا يزال يتعثر و لم يحظ بعد بالمكانة التي تليق به”. و أضاف نفس المتدخل أنه من الضروري أن تهتم الدولة الجزائرية بهذا المجال و أن تعطيه حقه لأنه أحد الهياكل الأساسية بالنسبة لتسجيل الأحداث و يشكل رصيدا تاريخيا هاما يحتاجه المؤرخون الذين لازالوا يشتكون من صعوبة تسجيل التاريخ. و أوضح أن الأرشيف أصبح اليوم الركيزة الأساسية لتحديد هوية الدولة في ظل تطوير وظيفة الأرشيف التي تتطلب قدرا من العلم والثقافة لأنه يعد الدليل الأول للباحث ولهذا تحتاج هذه الوظيفة حسبه إلى مستوى ثقافي عال من خلال تكوين الأرشيفيين بطريقة جيدة حتى لا يكونوا “هواة لجمع الوثائق “. ومن جهته تطرق السيد نصر الدين بغدادي مدير الأرشيف بالمؤسسة العمومية للإذاعة الوطنية إلى مخزون هذه الأخيرة و الذي يقارب 180 ألف ساعة معتبرا أن أقدم تسجيل تملكه الإذاعة يعود إلى سنة 1898 و يخص أغنية أندلسية. واضاف أن الإذاعة الوطنية تعمل حاليا بالتنسيق مع شركة أجنبية على رقمنه هذا الأرشيف حتى يكون محفوظا للأجيال القادمة. وأعطت السيدة ليلى حواس مديرة الأرشيف بالمؤسسة العمومية للتلفزيون لمحة عن أرشيف التلفزيون الجزائري الذي يعود إلى سنة 1956 و المشكل من مختلف الحصص الدينية و السياسية و حصص الأطفال و الرياضة و غيرها مشيرة إلى أن التلفزيون الجزائري يملك أرشيفا بحوالي 200 ألف برنامج. و أفادت ذات المسؤولة بأن التلفزيون الجزائري هو الآخر بصدد رقمنة أرشيفه للحفاظ على ذاكرته و هويته الوطنية و إنقاذه من الزوال حيث تم الاستعانة بخبراء دوليين في هذا المجال و كذا تكوين إطارات وطنية في الخارج . وقد حضر هذه الندوة التي نظمتها المديرية العامة للأرشيف الوطني بالتنسيق مع مركز أرشيف الولاية إلى جانب سلطات الولاية كل من السيد محمد السعيد أوصديق المدير العام للمركز الوطني لوثائق الصحافة و الإعلام و كذا السيد محمد زيتوني مدير المؤسسة العسكرية للإنتاج السمعي البصري التابع لمؤسسة الاتصال و الإعلام و التوجيه بوزارة الدفاع الوطني. و قد تخلل هذا اليوم عرض فيلم وثائقي تضمن أهم صور الثورة الجزائرية لمصور من يوغسلافيا سابقا الذي سجل الكثير من الحقائق و المشاهد التي عرفتها الثورة الجزائرية و التي أصبحت اليوم أرشيفا هاما عن هذه الثورة و التي كشفت عن عديد الجرائم المرتكبة ضد الجزائريين خصوصا و أنه عاش طويلا رفقة المجاهدين حتى أصبح واحدا منهم.