عائلة ترفع علما وطنيا نادرا مصنوعا سنة 1958 في مدريسة بتيارت
استجابة لمبادرة جمعة الراية الوطنية التي أطلقها «تلفزيون النهار» عبر كامل التراب الوطني، كان لولاية تيارت نصيبها للتعبير عن وطنية سكانها وحبهم للراية الجزائرية، حيث كان لنا وقفة مميزة بعمق المناطق الداخلية في تيارت وبالضبط ببلدية مدريسة، أين كان اللقاء مع عائلة «صغير» التي أرادت المشاركة في هذه المبادرة بطريقتها الخاصة، بعد أن كشفت لنا عن راية وطنية تم خياطتها من طرف نساء العائلة في البيت سنة 1958 مع عشرات الرايات التي كانت توجه الى مختلف مراكز الثورة بالمنطقة في كل من الرصفة، سيدي عبد الرحمن وزاوية الشيخ المكاوي. هذه الراية التي تحتفظ بها العائلة منذ 55 سنة رفرفت حسب العائلة في عيد الاستقلال، وبقيت محافظة عليها الى غاية اليوم، أين أصرت العائلة أن ترفرف مرة أخرى ردا على عملية تدنيس العلم من طرف المغرب، وهو درس تقدمه هذه العائلة بطريقتها الخاصة من بين عشرات العائلات لأعداء الجزائر، بأن الوطن والراية عزيزة على الجزائري. الراية تركها الوالد بعد أن كتب عليها عبارة «الجمهورية الجزائرية والجبهة وجيش التحرير الوطني»، وهي أكبر دلالة على قدم الراية ورمزيتها التاريخية التي بقيت أمانة من جيل لآخر ورمزا للنضال السياسي الذي كانت تشارك به وتكتمه هذه العائلة أثناء ثورة التحرير، بحكم أن مسكنها المعروف حينها بـ»ديار الكواليخ» كان مقابلا للمكتب الثاني أو كما كان يسمى بـ»الدوزيام بيرو» الذي كان أنشأه المستعمر للاستنطاق والتعذيب، غير أن ذلك لم يقلل من همة أفرادها لمجابهة الاستعمار بطرق عديدة، كان من أهمها خياطة الراية الوطنية وإخفائها داخل وسادات كي لا يكتشفها المستعمر، ومن ثمة توزيعها على المجاهدين عبر مختلف المناطق.