إعــــلانات

30 جريحا… في حرب تذاكر بملعب البليدة

30 جريحا… في حرب تذاكر بملعب البليدة

نفاد   التذاكر في ظرف قياسيوسعر التذكرة وصل إلى 5000 دج في السوق السوداء

تسببت، أمس، عملية بيع التذاكر الخاصة بمباراة المنتخب الوطني أمام نظيره البوركينابي المقررة هذا الثلاثاء، في إطار الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات مونديال البرازيل 2014، في إصابة أكثر من 30 مناصرا، بجروح، من بينهم 3 من عناصر الأمن، حسب مصالح الحماية المدنية، بسبب الفوضى التي شهدها محيط المركب الرياضي مصطفى تشاكر بالبليدة، أثناء عملية بيع التذاكر، حيث تدافع الآلاف من الأنصار نحو الشبابيك من أجل الظفر بتذكرة، فيما أكد مصدر طبي لـالنهارسقوط 50 جريحا من بينهم 3 من عناصر الأمن، وتطورت الأمور بسرعة بين الأنصار، من الاشتباك بالأيادي إلى التراشق بالحجارة، قبل أن يقوم أشباه الأنصار بإخراج الأسلحة البيضاء والاعتداء على البعض، لتتدخّل عناصر الأمن لتهدئة الأوضاع، لكن شخصا قام بالاعتداء على شرطي، مما تطلب نقله إلى المستشفى. وقد تنقلت عناصر الحماية المدنية بالبليدة وأولاديعيش على وجه السرعة، حيث تم نقل عدد من الجرحى إلى كل من مستشفى فروجة وبن بولعيد بالبليدة لتلقي العلاج اللازم، كما وصل عدد أنصار المنتخب الوطني الدين جاؤوا من مختلف ولايات الوطن لاقتناء التذاكر إلى أكثر من 8000 شخص، مما تطلب حضورا أمنيا مكثفا، حيث شهدت عملية بيع التذاكر فوضى عارمة، أين تم إغلاق الشبابيك في وجه الأنصار ساعات قليلة بعد عملية البيع، مما تسبب في غضب الأنصار والاشتباك في ما بينهم، حيث وصل سعر التذكرة الواحدة في أول يوم بالسوق السوداء ما بين 3000 و5000 دج، أين أجمع جل الأنصار في تصريح لـالنهارعلى أن إدارة الملعب تتحمل كامل المسؤولية في الفوضى وسقوط الجرحى، كما عرفت عملية بيع التذاكر شللا تاما في حركة المرور على مستوى الطريق الرابط بين بلدية أولاد يعيش والمحطة البرية لنقل المسافرين الكائنة بالقرب من ملعب تشاكر. مدير الشبيبة والرياضة لولاية البليدة أكد لـالنهارأنه قام شخصيا بتوقيف عامل أثناء محاولته بيع التذاكر بطريقة غير قانونية وتحويله للتحقيق، حيث تنقل بين الشبابيك للوقوف على أي تجاوزات.

  النهارعاشت العملية منذ الساعة الخامسة صباحا

تمّت عملية بيع تذاكر المباراة الفاصلة التي ستجمع منتخبنا الوطني بنظيره البوركينابي هذا الثلاثاء بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، صباح أمس، في ظروف جد صعبة، نظرا للتوافد الكبير للأنصار الذين أبوا إلا أن يكونوا أمام شبابيك الملعب ومحيطه منذ ليلة أول أمس، وهو الأمر الذي عجل بفقدان القوات الأمنية للسيطرة على الوضع بسبب الطوابير الكبيرة التي خلفها عشاق محاربي الصحراء من الجنسين ومن جميع الفئات العمرية، القادمين من مختلف ربوع الوطن لاقتناء التذاكر وحجز أماكنهم لمشاهدة الحدث الهام عن قرب.وكعادته طاقمالنهاركان أول الوفود الإعلامية التي حلت بمدينة البليدة في الصباح الباكر، من أجل رصد كل صغيرة وكبيرة عن عملية بيع التذاكر، ونقلها لأنصار المنتخب الوطني، حيث كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا عند وصولنا إلى محيط ملعب مصطفى تشاكر، أين تفاجأنا بتواجد ما يقارب ألف مناصر حاملين الرايات الوطنية ينتظرون أمام مدخل الملعب، في حين فضّلت مجموعات أخرى من الأنصار اقتحام أسوار الملعب والتوجه إلى الشبابيك وانتظار فتحها، وسط تواجد أعداد قليلة من رجال الأمن الذين كلفتهم السلطات المحلية بتأمين العملية.

 الأنصار توافدوا من كل مكان.. و48 ولاية في البليدة

وما لفت انتباهنا عند تجولنا أمام محيط الملعب، هو ترقيم السيارات التي كانت تجوب مدينة البليدة مزينة بالأعلام الوطنية، والتي شملت 48 ولاية كاملة، من دون استثناء، من عنابة، ميلة، جيجل، بجاية، باتنة، إلى الشلف، تلمسان، غليزان، وهران، ورقلة، تمنراست وأدرار، حيث فضل أصحابها الحلول بمدينة الورود في ساعات متأخرة من ليلة أمس ليكونوا على أتم الاستعداد لعملية بيع التذاكر والظفر بحصصهم، دون نسان بعض الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج على غرار مناصرين قدموا من تونس مباشرة إلى البليدة لضمان مكان يوم المباراة في المدرجات ومشاهدة زملاء فيغولي عن قرب.

 العنصر النسوي حاضر وعجوز من غيلزان في العقد السادس ضمن طوابير الأنصار قبل الفجر

المعروف على أنصارالخضرمن الجنسين حبّهم وتعلقهم الشديد بالراية الوطنية، مهما كانت الظروف، من أجل مد الدعم اللازم لأشبال حليلوزيتش ومساندتهم إلى آخر اللحظات لبلوغ هدفهم المنشود، وهو ما دفع إحدى النساء المتقدمات في السن من مدينة غليزان والتي قاربت السبعين سنة، إلى تسجيل حضورها منذ الساعة الرابعة صباحا، مرتدية العلم الوطني رفقة ابنها لشراء تذاكر المباراة، وأبت إلا أن تؤكد دعم الجنس اللطيف لـالخضرفي مواجهتهم أمام الخيول البوركينابية، التي قالت أنها مصيرية، ومثلما تهم الرجال تهم النساء لأن القضايا الوطنية تمس أيضا المرأة التي كانت دائما تبرز بدورها الفعال منذ عهد الاستعمار. هذا وأطلقت العجوز زغاريد اهتز لها كل الحاضرين تحت أنغاموان ثو ثري فيفا لالجيري، أملا منها أن تكون فأل خير وأول الحناجر التي أعلنت بداية الأفراح لبلوغ الجزائر نهائيات كأس العالم.

 أكثر من 400 مناصر قضوا ليلة السبت أمام الملعب رغم الأمطار وبرودة الطقس

أكد العديد من الأنصار الذين تحدثت إليهمالنهارفور وصولها إلى مدينة البليدة، أن حوالي 400 مناصر جاؤوا من مختلف أنحاء الوطن قضوا ليلة السبت أمام أسوار ملعب مصطفى تشاكر، رغم الأجواء المناخية الصعبة التي شهدتها البليدة والتي تخللتها كميات معتبرة من الأمطار زيادة عن برودة الطقس، رغبة منهم في الحصول على تذاكر اللقاء منذ الوهلة الأولى لضمان مقاعد لهم باكرا في مدرجات ملعب تشاكر التي ستغض بجماهير غفيرة. هذا وتسلل العديد من الأنصار في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس إلى الملعب متسلقين أسواره ومتوجهين مباشرة إلى الشبابيك التي بيعت فيها التذاكر، مشكّلين طوابير كبيرة وسط هطول أمطار وأمام أنظار رجال الشرطة المتواجدين في عين المكان، الذي لم يقدروا منعهم على ذلك أمام إرادتهم وحماسهم الكبير.

 قوات الأمن تفقد السيطرة عن الوضع وسط تدفّق كبير للأنصار

كانت الساعة تشير إلى حدود الساعة السادسة والنصف صباحا، عندما ازداد عدد الأنصار أكثر ووصل إلى حدود ثلاثة آلاف، مما خلق صعوبة كبيرة وسط التدفق الكبير وأحدث فوضى عارمة مما جعل قوات الأمن تفقد سيطرتها على الوضع بعد فر وكر، خصوصا وأن عدد الأنصار كان ضعف رجال الشرطة كثيرا، وهو الأمر الذي عجّل بتسلل الأنصار المتوافدين من كل الاتجاهات إلى داخل الملعب واقتحام أسواره للوصول إلى الشبابيك التي سبقتهم إليها مجموعات من الأنصار في الليل، والملفت للانتباه في طريقة دخول الأنصار إلى الملعب هو تسلقهم للسياج العازل، معرضين بذلك حياتهم للخطر، خاصة وأن أغلبيتهم سقطوا من أعلى السياج مما سبب لهم إصابات وكسورا.

 الدعم الأمني يصل في حدود الـ07:30 وإجراءات صارمة لدخول الأنصار

وسط فقدان قوات الشرطة السيطرة على الوضع وصل الدعم الأمني في حدود الساعة السابعة ونصف صباحا بغية تدارك الأمر وتجنّب ما لا يحمد عقباه، في ظل وصول أعداد هائلة من عشاق الأفناك إلى مدينة البليدة التي عاشت الحدث مبكرا، وهو ما جعلها تفرض إجراءات جد صارمة للتقرب حتى من باب الملعب سواء من جانب الأنصار أو رجال الإعلام، مما هدأ من الأمور وأرجع المياه إلى مجاريها.

 بداية بيع التذاكر وسط تدافع وازدحام شديدين.. سوء تنظيم ومشادات بين الشرطة والأنصار

كان من المفروض أن تنطلق عملية بيع التذاكر في تمام الساعة الثامنة صباحا، مثلما تم إعلانه سابقا من طرف إدارة مركب مصطفى تشاكر بالبليدة، لكن بعض الإجراءات الأمنية أخّرت العملية بحوالي نصف ساعة كاملة، حيث عقد مدير الملعب زيدون مصطفى ومدير الشبيبة والرياضة للبليدة زيان بوزيان اجتماعا مع عمال الملعب لضبط آخر الرتوشات قبل الشروع في العملية التي شهدت بدايتها تدافعا وازدخاما شديدين في الطوابير الكبيرة التي شكلها الأنصار بسبب سوء التنظيم، مما مهد الطريق لمشادات عنيفة بين رجال الشرطة والأنصار الذين لم يتبعوا التعليمات التنظيمة الموصى بها والتي تقضي بالتوجه إلى الشبابيك مثنى مثنى لتجنب الفوضى.

 أكشاك الملعب تغلق بإحكام تحت مراقبة كاميرات، كلاب الحراسة وعناصر الأمن

بعدما أخذ عمال الملعب الذين كلفوا ببيع التذاكر أماكنهم داخل الأكشاك، تم غلق الأبواب من الخارج بإحكام وتحت مراقبة كاميرات المنصبة في المدرجات، كلاب الحراسة ورجال الشرطة الذين منعوا أي شخص مهما كانت صفته، الاقتراب من الأبواب بعد التعليمات والإجراءات الصارمة التي فرضتها إدارة المركب، لضمان سير الحسن للعملّية وتجنّب تسريب التذاكر وتوجيهها للسوق السوداء.

 فتح 10 شبابيك.. سعر التذاكر تراوح بين 300 و1000 دينار والقانون يسمح بـ5 تذاكر لكل مناصر

قرّرت إدارة مركب مصطفى تشاكر بالبليدة فتح عشرة شبابيك كاملة لضمان السير الحسن لعملية البيع وتجنب الفوضى والضغط، وهو ما فشلت فيه بسبب الولوج الهائل للأنصار، حيث تراوح سعر التذاكر المطروحة للبيع ما بين 300 دينار جزائري بالنسبة للمدرجات المكشوفة و1000 دينار للمغطاة، وفرضت قانونا يقضي بالسماح لكل مناصر بشراء خمسة تذاكر فقط، وذلك للحد من ظاهرة التدفق الكبير للأنصار على الشبابيك، وهو ما عجّل بزيادة الضغط سواء على قوات الأمن أو عمال الملعب.

 الأنصار يثورون مرددين عبارةالميزيرية وتحيا الجزائر“.. وتراشق بالحجارة

لم يصمد أنصار المنتخب الوطني الذي قضوا ساعات كثيرة في انتظار بدء عملية بيع التذاكر بفارغ الصبر ووسط أجواء هيسترية للحالة التي كانت تشهدها العملية، خاصة وأن العديد منهم لم يتمكن حتى من الوصول إلى الشبابيك بعد منعهم من طرف رجال الشرطة، وهو ما جعلهم يثورون في وجه الأمن بكل قوة، مرددين مختلف العبارات الجارحة التي تبين استياءهم من الوضع، على غرارالميزرية الميزرية.. وتحيا الجزائر، فضلا عن رشقهم رجال الأمن بكل ما صادف طريقهم.

 الساعة العاشرة صباحا: أكثر من 15 ألف مناصر حاصروا الملعب وبعضهم اخترق المدرجات وتعرض لإصابات

حاصرت الجماهير الغفيرة التي ازداد تدفقها على محيط ملعب البليدة بمرور الوقت، وفاق عددها 15 ألفا، جميع المداخل الرئيسية خصوصا وأن الأعداد التي كانت خارج أسوار الملعب بلغت أضعاف المتواجدين داخله، وهو ما زاد من حدّة توتر الأمور التي بلغت ذروتها في حدود الساعة العاشرة بعد اختراق بعض الأنصار لمدرجات الملعب بحثا عن طريقة للحصول على تذكرة، وهو ما تسبب في تعرض الكثير منهم لإصابات جرّاء قفزهم من ارتفاع كبير، حيث كانت أغلب الإصابات كسورا في الساق أو اليد.

 نفاد 13 ألف تذكرة بعد مرور ساعتين وعملية البيع تتوقف وسط سخط الجماهير

نفدت 13 ألف تذكرة كاملة بسرعة البرق بعد مرور حوالي ساعتين من بداية عملية بيعها، وهو ما جعل مدير الملعب يقرر توقيف العملية بعد نفاد الحصة المخصصة لليوم الأول وتوجهه للاجتماع الذي عقده مع المكلفين بعملية البيع والتوصل للحصيلة الإجمالية للمبيعات، وهو ما جعل الجماهير الغفيرة تصب جام غضبها وسخطها على المسؤولين الذين اتهمتهم وحملتهم مسؤولية ما حدث، زيادة عن القوات الأمنية التي وجدت صعوبة كبيرة في تفريقهم وإقناعهم بنهاية التذاكر المخصصة للبيع في اليوم الأول، مما أدى إلى عودة المناوشات من جديد وسط سقوط إصابات وسط الأنصار الذين زاد توترهم بعد الخيبة الكبيرة التي أصابتهم بعد سماعهم لخبر نفاد التذاكر.

 إدارة المركب تقرر طرح 9 آلاف تذكرة المتبقية بداية من الساعة الواحدة

في ظل توتر الأمور واختلاط الحابل بالنابل بين الجماهير الغاضبة ورجال الشرطة، قررت إدارة المركب طرح 9 آلاف تذكرة التي كانت مخصصة للبيع اليوم في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، وسط فرحة عارمة لدى الأنصار الذين لم يصدقوا فتح الشبابيك من جديد وأسرعوا للتوافد عليها بكثرة خصوصا وأن عددا كبيرا منهم كان قد غادر الطوابير ظنا منه أن كل شيء انتهى وبقية التذاكر ستباع اليوم.

 كل التذاكر نفدت في حدود الساعة الثالثة والنصف

انتهت كل تذاكر مباراة الجزائر أمام بوركينافاسو التي خصصتها إدارة الملعب للبيع والتي بلغت 22 ألف تذكرة كاملة، في حدود الساعة الثالثة والنصف مساء، حسبما صرح به مدير الملعب زيدون مصطفى لـالنهار، والذي أكد أن جميع التذاكر نفدت ولم تتبق أي حصة مخصصة للبيع مستقبلا، وهو ما يوحي بأهمية اللقاء الفيصل الذي ينتظر أشبال المدرب حليلوزيتش لدى الأنصار الذين خاطروا بحياتهم من أجل الحصول على تذكرة تسمح لهم بمشاهدة المنتخب الوطني عن قرب.

 إشاعة وفاة مناصردارت حالة

صنعت إشاعة وفاة مناصر أثناء عملية بيع التذاكر أمس التي أطلقتها جهات مجهولة، الحدث لدى الأنصار المتواجدين في قلب الحدث بمدينة البليدة وحتى لدى الأنصار الآخرين الذين سمعوا بالإشاعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤكد تضمان أبناء البلد الواحد فيما بينهم في السراء  الضراء، خصوصا وأن فقدان الكرة الجزائرية بعض مناصريها داخل الملاعب في الآونة الأخيرة أحدث صدى واسعا لدى العام والخاص.

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/ieCQI