إعــــلانات

اليوم العالمي للمعاقين .. حالة المعاق في الجزائر من السّيء إلى الأسوأ

اليوم العالمي للمعاقين .. حالة المعاق في الجزائر من السّيء إلى الأسوأ

يهدف اليوم العالمي للمعاقين الذي يصادف الثالث من ديسمبر إلى رفع مستوى الوعي بالإعاقة والطرق المثلى للتعامل معها، وبها يسهم في دمج المعاقين بالمجتمع ويوفر لهم حياة تتسم بالاستقلالية والاستقرار 
الإعاقة في الجزائر

إن قرابة 2 مليون شخص الذين يعانون من الإعاقة في الجزائر يثير الكثير من الجدل والحزن بسبب التهميش والحرمان الذي يتزعمه غياب شبه تام للتكفل بالمعاقين، حيث نجد نسبة كبيرة من المعاقين من ذوي الشهادات العليا والكفاءة يعانون من البطالة لسنوات طويلة مما ينعكس سلبا على معنوياتهم حيث وصل بالبعض على اليأس في الحصول على منصب عمل في يوم ما يحفظ كرامتهم ويخلصهم من التباعية الكلية للأهل وعدم استقلاليتهم ماليا واجتماعيا والطامة الكبرى تضاف إلى هذه المعاناة   هو حرمان نسبة كبيرة من المعاقين من حقوقهم المادية المتمثلة في منحة المعاق أصلا غير كافية لتغطية مصاريف النقل والعلاج ويخص بالذكر معاناة فئة المكفوفين حيث أن وضعيتهم جد مأساوية وغالبا ما تواجه طموحاتهم لهاجس البطالة وقلة التكوين الملائمة لإعاقتهم والتمييز بين فئات المعوقين الأخرى حيث لم يتم تصنيفهم ضمن المعوقين بنسبة 100 بالمائة ونتج عن ذلك هو حصولهم على منحة اقل ب4 أضعاف  من المنحة المخصصة للمعاقين بنسبة 100 بالمئة .وتعتبر الجزائر متخلفة كثيرا في ميدان تهيئة الطرقات والمؤسسات للمعاقين حركيا حيث غالبا ما يواجهون مشاكل كثيرة في التنقل حيث في أغلب الأحيان يرفض صاحب حافلة نقل معوق حركيا بسبب عدم تلائم مركبته أو تهربه من تحمل مسؤوليته والمصيبة الكبرى هي بعد عناء سنوات الدراسة الطويلة و الجد و   الاجتهاد و الطموح و النظر للمستقبل بعيون متفائلة نجد الأبواب تغلق في وجههم و يجد أن الجميع يرفض توظيفه بسبب إعاقتهم بالرغم أن الكثير من تلك الوظائف لا تحتاج إلى جهد. 

أين المسؤولين؟

وما زاد الطين بلة هو تقاعس المسؤولين في تحقيق وعودهم التي تقضي بإدماج المعاقين في مناصب شغل وزيادة المنحة وتوفير حافلات لنقل الطلبة والمتربصين المعاقين وتخفيض قيمة السكن لتبقى هذه الوعود حبر على ورق، حيث جاءت اغلب الوعود لحفظ ماء الوجه في اليوم العالمي للمعوق وفي اليوم الوطني للمعاق 14 مارس أين تنشّط الجمعيات أكثر في هذين اليومين فقط بتنظيم الحفلات وتقديم الهدايا التي لا تسمن ولا تغني من جوع هدفها الوحيد هو الحصول على إعانات ومساعدات الدولة ولا نعرف ما مصيرها في أرض الواقع وعند توجه المعوقين لتلك الجمعيات وبعدها تصد أبوابها في وجهه ولا تعيره ادني اهتمام في خارج هذين اليومين.من جهته كشف الأمين العام  لاتحاد المعوقين محمد نبيل رزاق أن المعوق الجزائري يبقى مهمشا بالجزائر وينظر إليه بنظرة غير لائقة  داعيا السلطات المعنية لادماجه في الحياة الاجتماعية دون اية فوارق تذكر.

و مازالت الوعود…

 ومن جانبها أعلنت وزيرة التضامن الوطني و الأسرة و قضايا المرأة سعاد بن جاب الله عشية اليوم العالمي للمعاقين عن إطلاق تحقيق وطني لبحث أسباب الإعاقة و عدد المعاقين خلال ملتقى مغاربي حول إدماج هذه الفئة بحضور مختلف القطاعات الوزارية.و دعت وزيرة التضامن المؤسسات الاقتصادية إلى تشغيل المعاقين بنسبة 1 بالمائة وفقا للقانون و أوضحت سعاد بن جاب أنه قد أدرجت مادة في   قانون المالية للمؤسسات التي تدمج المعاق في الشغل حيث تكيف له التجهيزات و مكان العمل ، و تتكفل وزارة التضامن  بالغلاف المالي   للتغيرات التي تحدث على التجهيزات الخاصة بعمل المعاق.من جهته أكد وزيرالتكوين والتعليم المهني ين محمد بدوي بأن دائرته الوزارية  بصدد إنجاز مؤسسات خاصة لفئة المعاقين في كل الولايات لتحسين نوعية الخدمة المقدمة. 

الإعاقة في الدول المتقدمة

بينما نجد في الدول المتقدمة مدى الاهتمام والتكفل بالمعاقين من جميع الفئات حيت تم تخصيص ممرات وفضاءات ومساحات   خاصة بالمعاقين حركيا وتهيئة الحافلات و سيارات الأجرة   وفرض غرامات مالية ضخمة لمن لم يحترم هذه الفضاءات   والمساحات وحتى فئة المتخلفين عقليا والمنغوليين نالت حظها من الاهتمام و التكفل حيث يتم تكوينهم بطريقة محكمة وإدماجهم في عالم الشغل. حتى أن وضعية المعاق في الدول العربية أحسن بكثير من الجزائر من حيث فرص العمل والتكوين وحتى مطالبهم تختلف عن مطالبنا  بينما نحن نطالب بالحصول على ادني حقوقنا في التكوين والعمل والمنحة نجد مطالبهم تتمثل في الزواج والسكن والتي تعتبر هذه المطالب بالنسبة للمعاقين في الجزائر من المستحيلات.

وخلاصة القول حقوق المعوق في الجزائر مهضومة من طرف الجميع وحتى من الأهل حيث ما يتعرض المعوق للإهمال من حيث التكوين والتعليم وغالبا ما يتعرض للتسرب المدرسي بسبب قلة الاهتمام والتأطير ونسبة الأمية كبيرة جدا في أوساط المعاقين والمستوى في تدهور مستمر لان أبواب المدرسة في اغلب الأحيان تكون مسدودة   في وجههم لأتف الأسباب خاصة في ظل غياب القوانين التي تحمي المعاقين من كل أشكال الظلم سواء في حق في التعليم أو التكوين ا و حتى في حقه في العيش حياة كريمة تحفظ كرامته.    

رابط دائم : https://nhar.tv/Ix7zu