التشكيلي الجزائري اسماعيل قروي يعود للجزائرالعاصمة بمعرض فردي لآخرأعماله
مناظر طبيعية من سهل متيجة زاهية الألوان ومعالم قديمة لمدن جزائرية عريقة كالعاصمة والبليدة ورسومات تصور مكة أعوام السبعينيات هي من بين ما يقدمه معرض فردي للتشكيلي الجزائري اسماعيل قروي يضم 31 لوحة في المنمنمات ومختلف تيارات التشكيل ويحتضنه إلى غاية 15 يناير الجاري رواق عائشة حداد بالعاصمة. ويعكس هذا المعرض -الذي افتتح أمس الأحد وتنظمه مؤسسة فنون وثقافة- إبداعات حديثة لهذا التشكيلي -أصيل ولاية البليدة- الذي يحلق عاليا بأعماله في عالم التشكيل متنقلا بين فن المنمنمات الإسلامي وبين أهم المدارس الغربية كالواقعية والتجريدية والإنطباعية راسما بذلك المتعة في عيون الزوار رغم قلتهم. ويتطرق قروي في أعماله للجمال والطبيعة والتراث والمرأة والعواطف والحنين للماضي وهي مواضيع يمكن استكشافها بسهولة في لوحات بعناوين وصفية للطبيعة والعمران على غرار”واد ميمون” و”البليدة: الساعة الزرقاء” و”القصبة” و”واد مزفران” و”خالتي زوينة” وأيضا “زيارة لسيدي بوغالو”. في حين تستلهم أخرى من أوقات الماضي المميزة وتغوص في جمال الاماكن وعلاقتها بالإنسان وخصوصا ما تعلق بالسعودية التي أقام بها الفنان في السبعينيات والثمانينيات وهي مواضيع تبرز بوضوح في لوحات “مدخن الشيشة” و”أحياء جدة القديمة” و”مكة تحت الماء” و”مكة القديمة”. وتربعت الألوان الزاهية على غرار الأحمر والبنفسجي والأصفر والأزرق والوردي على لوحات قروي المرسومة على الورق ربما لأنها الأكثر تعبيرا عما يدور في الوجدان الرومنسي لهذا التشكيلي الذي لم يقدم عنوانا لمعرضه كونه أراد إعطاء “حرية تأويل” للزائر كما يقول. ويستعمل قروي في إبداعاته ألوان الغواش التي اعتاد استعمالها في مهنته السابقة في مجال الإشهار لما أقام بالسعودية وأيضا الأكواريل (الألوان المائية) وأحيانا يجمع بينهما دون أن يمنعه هذا من استعمال تقنيات أخرى يقول الفنان أنها “أوجدت له أسلوبا شخصيا يميزه عن الآخرين”. وشارك قروي -وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة بعيد الإستقلال- بلوحاته في معارض فردية وجماعية في العديد من أروقة وصالونات الفن التشكيلي بالجزائر وخارجها كما في المغرب ومصر والإمارات العربية والعربية السعودية واليابان وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة.