إعــــلانات

تواصل العمليات الأمنية في غرب العراق للقضاء على مسلحي القاعدة في ظل الأزمة السياسية الحادة

بقلم وكالات
تواصل العمليات الأمنية في غرب العراق للقضاء على مسلحي القاعدة في ظل الأزمة السياسية الحادة

تتواصل العمليات الأمنية التي ينفذها الجيش العراقي في غرب البلاد للقضاء على مسلحي تنظيم القاعدة الذي يسعى إلى فرض سيطرته على محافظة الأنبار وذلك في ظل استمرار الأزمة السياسية الحادة التي تعصف بالبلاد منذ أزيد من سنة. فقد أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن القوات الأمنية ستواصل عملياتها حتى إنهاء المظاهر المسلحة في محافظة الأنبار وأن هذه العمليات لن تنتهي إلا بالقضاء على “القاعدة” وما أسمها بال”عصابات الاجرامية”. وشدد المالكي على أن هناك بعض الأصوات غير المنضبطة من الطائفتين السنية والشيعية التي تريد أن تجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه لكن الحكماء والعقلاء من الطرفين هما السبب في وحدة البلاد وعدم الإنجرار إلى الحرب الطائفية   داعيا إلى “الاتحاد من أجل مواجهة من يريدون تخريب البلد والوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية لمواجهة القتلة والعصابات المدعومة والاعتماد على إنجاح العملية السياسية” و محذرا من “سقوط العملية السياسية والذي يعني تبعثر كل الجهود”. وقد أعلن مصدر في قيادة شرطة الأنبار اليوم الأحد أن عشرات المسلحين من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) سقطوا بين قتيل وجريح خلال اشتباكهم مع أبناء العشائر والقوات الامنية شرق الرمادي مبينا أن الشرطة والعشائر استولوا على اليات مدنية وعسكرية كانت بحوزة (داعش). وأضاف أن الاشتباكات ما تزال مستمرة وأن قوات الشرطة وأبناء العشائر يحققون تقدما ملحوظا على المسلحين. وكان مصدر أمني قد أعلن أن العشائر المسلحة تسيطر على مدينة الفلوجة بشكل كامل وأن 32 مدنيا على الأقل لقوا مصرعهم في الاشتباكات التي تشهدها المدينة  بين مسلحي تنظيم (داعش) من جهة والشرطة ومسلحي العشائر من جهة ثانية. وأعلن مصدر في شرطة محافظة الأنبار أول أمس الجمعة عن مقتل 75 مسلحا من تنظيم القاعدة في الاشتباكات التي شهدتها مدينة الرمادي مركز المحافظة والمناطق المجاورة لها بين مسلحي العشائر والقوات الامنية من جهة وعناصر القاعدة من جهة ثانية بينما قصفت قوات الجيش العراقي تجمعا لأكثر من 150 مسلح في منطقة عامرية الفلوجة بالأنبارغرب البلاد وأضرمت قوة من مكافحة الارهاب النار في سيارة محملة بالمسلحين في شمال الرمادي. وتشهد محافظة الأنبار منذ 21 من الشهر الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في صحراء المحافظة تشارك فيها وحدات عسكرية قتالية وطيران الجيش العراقي على خلفية مقتل قائد الفرقة السابعة اللواء الركن محمد الكوري وعدد  من الضباط والجنود أثناء مداهمتهم معسكرا تابعا لتنظيم القاعدة في وادي حوران غرب الأنبار. 

— تدهور الوضع الأمني نتاج للأزمة السياسية الحادة التي تعصف بالعراق- 

 ويرى المحللون أن التطورات الخطيرة التي يشهدها الوضع الأمني في البلاد وتأجج العنف الطائفي ما هو إلا نتاج الأزمة السياسية المحتدمة بين مختلف الكيانات السياسية المتصارعة للسيطرة على مقاليد الحكم. وما زاد الوضع تأزما في بلاد الرافدين  – على حد تقديرهم – غياب الرئيس جلال طالباني “الوسيط” الأساسي بين الفرقاء السياسيين عن الحكم منذ سنة إثر تعرضه لوعكة صحية أجبرته على مغادرة البلاد حيث كان يتميز بمهارة كبيرة في تقريب وجهات النظر بين نخبة السياسيين وجمعهم على طاولة واحدة إذ كان يضبط ايقاع اللعبة السياسية ولا يسمح للأمور بالانفلات. والأزمة السياسية في العراق بوجهها الحالي بدأت عقب مغادرة طالباني البلاد وبالتحديد جراء اعتقال بعض أفراد حماية وزير المالية المستقيل رافع العيساوي الشخصية السنية النافذة بالبلاد بتهم تتعلق بالارهاب والتي تسببت في استقالات وزارية عديدة واثارت استياء كبيرا لدى السنة الذين رأوا فيها لهم من قبل السلطة التي يسيطر عليها الشيعة.  وسرعان ما انتقل الاستياء السني إلى الشارع العراقي حيث شهدت ولا تزال مدن عراقية عدة اعتصامات مناهضة لرئيس الحكومة نوري المالكي رافعة عددا من المطالب قبل أن يتم التوصل إلى أرضية تفاهم مع الحكومة. ويمر العراق حاليا بأصعب مرحلة منذ أكثر من عقد من الزمن حيث تتضاءل فيه كل يوم مساحات التفاؤل بتحقيق الاستقرار السياسي والأمني كما تتقلص فرص إعادة اللحمة والثقة بين الأطراف السياسية نتيجة اختلاف الرؤى والأهداف والمصالح المسطرة من قبل كل طرف منهم. فقد عادت موجة العنف الطائفي لتطبع المشهد الأمني حيث عاش الشعب العراقي على وقع الاغتيالات والانفجارات والتصفيات الجسدية على امتداد السنة المنصرمة التي تعد الأكثر دموية بالنسبة للبلاد منذ 2008 على حد تقدير منظمة الأمم المتحدة وعدد من الهيئات الرسمية العراقية والدولية. ووفقا للاحصائيات الصادرة عن بعثة الأمم المتحدة إلى العراق “يونامي” فإن حصيلة قتلى أعمال العنف خلال العام الماضي بلغت 8868 شخص من المدنيين وقوات الأمن. وكشفت أرقام  المرصد الامريكي-البريطاني المتخصص في إحصاء عدد قتلى أعمال العنف في العراق أن عدد القتلى العراقيين منذ الغزو الأميركي قبل عشرة أعوام 126 ألف قتيل. 

رابط دائم : https://nhar.tv/HmiK9