إعــــلانات

دودان فايزة …. متعة صناعة السلال التقليدية

بقلم وكالات
دودان فايزة …. متعة صناعة السلال التقليدية

تعد السيدة دودان فايزة التي تجاوزت سن الأربعين من النساء القلائل اللائي استطعن رفع تحدي ممارسة حرفة السلاسة و تميزت في وقت قصير بتشكيل و مزاوجة بين منتج تقليدي بلمسة أناملها العصرية. و تقول السيدة دودان في مستهل حديثها مع وأج أنها خاضت غمار هذه الحرفة التقليدية التي تشتهر بها العائلات بتاورقة أين تقطن و بغلية و دلس منذ القدم بمحض الصدفة. و تعد هذه الحرفة التي تصنع من مادة “الدوم” أو ما يعرف ب ” الرافية”من الصناعات التقليدية اليدوية الفنية و الإبداعية الشاقة .و تتميز بخاصية التوارث من جيل لآخر. و من بين أهم منتجاتها “السعفة “المعروفة ب”القفة” و”الطبق” و”المظل” و”الصناج” الذي يحفظ فيه التين والعنب و”السجادات” للصلاة والزينة و”الحبال” وغيرها. و تسعى السيدة دودان من خلال هذه المهنة الى إعانة أسرتها المكونة من 4 أطفال والمساهمة في إحياء هذه الحرفة التقليدية المتجذرة بالمنطقة و المحافظة عليها من الاندثار.

العزيمة القوية و التدبير الجيد أساس النجاح

ودخلت السيدة دودان غمار هذه الحرفة اليدوية التقليدية صدفة بعدما صدمت بما لاحظته من اكتساح كبير  للمنتجات الأجنبية لمختلف الأسواق -كما تروي هذه المتحدثة. و بعزيمة قوية و من خلال مثابرتها على الاحتكاك بعدد من الحرفيات القديمات تحصلت السيدة دودان على رصيد كاف من المعرفة النظرية و التطبيقية مكنتها من خوض هذه التجربة الحرفية الجديدة عليها. و لم تكتف السيدة دودان بذلك بل قادها شغفها بالحرفة إلى مواصلة جهودها و الحصول على الشهادة الحرفية الرسمية من غرفة الصناعة التقليدية .و تطمح السيدة دودان و تعمل جاهدة من أجل تحقيق أمنيتها التي  تتمثل في توسيع نطاق ممارسة هذه المهنة بنشرها في أوساط الصغريات من النساء و كسر النمط المألوف في المجتمع بأنها حرفة يقتصر نشاطها على النساء المسنات لشغل الوقت و التسلية. و تسعي إلى ذلك من خلال تبسيط صناعة هذه الحرفة التي تتطلب جهدا يدويا معتبرا و وقتا طويلا للانتهاء من إعداد شكل من أشكال السلال حيث يستغرق على سبيل المثال صنع طبق من أطباق الخبز زهاء 10 ساعات و ذلك بإدراج وسائل حديثة و بسيطة في كل مراحل الإعداد إلى غاية الإنتاج النهائي. 

مساندة رب الأسرة ضرورية و تنظيم الوقت بدقة سر النجاح 

و تمتهن السيدة دودان التي لقيت تشجيعا كبيرا من طرف زوجها حرفتها بمنزلها و تمكنت على ضوء ذلك من تنظيم وقتها بين متطلبات زوجها و الأولاد و المهنة بنجاح حيث تقوم في الصباح المبكر من كل يوم و بعد إتمامها لشغل البيت و إيصال الأولاد للمدرسة في مزاولة عملها الحرفي. و يتواصل عملها إلى الفترة المسائية و في بعض الأحيان خاصة عندما تكثر الطلبات على منتجاتها في فصل الصيف تستمر في عملها إلى وقت متأخر من الليل.         و يتكفل زوجها باقتناء كل ما تحتاجه زوجته من مواد أولية ضرورية لعملها من سوق بغلية على شكل مادة خام وهي حاليا بصدد الاتفاق مع أحد التجار لتمويلها بمادة أولية مستوردة لأنها الأحسن من حيث النوعية و من حيث الأسعار .

التسويق العائق المعهود أمام تسويق المنتوج

و تعاني السيدة دودان من مشكل التسويق حيث تكتفي بتسويق منتجها حاليا بشكل محدود اعتمادا على الطلبات الكثيرة التي تصلها عن طريق مختلف الأسر ومعارفها. و تطمح السيدة دودان مستقبلا لقهر هذا العائق بتوسيع عملها الحرفي حيث أودعت طلبا للاستفادة من محل من برنامج 100 محل لكل بلدية و كذا من خلال المشاركة في مختلف الصالونات و المعارض التي تنظمها الجمعيات المتخصصة و غرفة الصناعة التقليدية. كما تطمح في المستقبل القريب إلى توسيع عملها باقامة مؤسسة مصغرة من خلال اندماجها مع عدد من الحرفيات ينشطن في هذه المهنة و في شعب تقليدية أخري ببلدية تاورقة .

رابط دائم : https://nhar.tv/EWDR0