مصر تمتنع عن التصويت على بطلان استفتاء القرم في الأمم المتحدة
امتنعت مصر عن التصويت على القرار الذى اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، الخميس، بشأن تأكيد سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وبطلان الاستفتاء الذى عقد فى القرم يوم 16 مارس الجارى، وأدى إلى انضمام القرم إلى روسيا.وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم، الجمعة، أن السفير معتز أحمدين خليل، مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة، أكد أن الأزمة فى أوكرانيا تمس النظام الدولى بأسره وتؤثر عليه. وقال أحمدين، إن النظام الدولى الحالى لم يأخذ في اعتباره ما شهده العالم من تطورات على مدار ربع القرن الأخير، ولم يلتفت للتغيرات الجذرية التي شهدها المجتمع الدولى، منذ انهيار النظام العالمي السابق الذي حكمته اعتبارات الثنائية القطبية وعقلية الحرب الباردة، موضحاً أن مصر امتنعت عن التصويت على القرار لإبراز وجود حاجة ماسة لإصلاح النظام الدولي الحالي ليتسم بمزيد من التوازن ويتفادى ازدواجية المعايير. وأضاف أنه “رغم اقتناع مصر بثوابت مبادئ القانون الدولي، وأن الأسلوب الأمثل لحل الأزمات التي شهدها المجتمع الدولى هو اللجوء للسبل الدبلوماسية بعيداً عن التصعيد، فإنها تؤمن أيضاً بأن العالم فى حاجة ماسة لعملية شاملة تهدف إلى إعادة صياغة نظامه الدولى ليتواءم مع معطيات الواقع.وأوضح أن “ثوابت القانون الدولى لا تتعامل، فى أحيان كثيرة، بنفس الاتساق مع المشاغل الأمنية للدول، بينما يتوجب أخذ بعض هذه المشاغل بالفعل بعين الاعتبار على المستويين الإقليمي والدولي، من أجل تحقيق الاستقرار، وتعزيز التعاون بين الدول في نهاية المطاف”.وذكر أن “هناك في أحيان أخرى تناقضاً بين إرادات الشعوب والأطر القانونية التي تحكمها؛ مما يتطلب تحقيق التوازن بين هذين العنصرين”. وأضاف أنه “طالما لم يتم التعامل مع هذه الظواهر، والابتعاد عن ازدواجية المعايير وانتقائية المفاضلة بين المصالح تارة والمبادئ تارة، فإن الأزمات الدولية والإقليمية ستظهر الواحدة تلو الأخرى، وسيظل النظام الدولي عاجزاً عن احتوائها”.يذكر أن الدول النامية الرئيسية امتنعت عن التصويت على القرار، وبينها الصين والهند والبرازيل والأرجنتين وباكستان وجنوب أفريقيا، فيما تم اعتماد القرار بأغلبية 100 صوت، وتصويت 11 دولة ضد القرار.