بقلبي الكبير وصبري الوفير سأتحدّى هذا المصير
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.. أما بعد: أنا ليلى من مدينة بومرداس، أبلغ من العمر 26 سنة، طالبة جامعية، أزوال دراسة الحقوق، شابة يافعة مُقبلة على الحياة، مجتهدة ومتميّزة على جميع المستويات، عرفت كيف أحصّل أهدافي، لأني دوما أتبع العقل وأستجيب لندائه في جميع الأحوال وفي كل المواقف، مُدركة أن الحياة لا تحقق الأحلام بالتّمني وإنما بالسّعي وسهر الليالي، مما جعلني أفعل ذلك من دون تردّد، فكان النجاح دائما ودوما حليفا يلازمني، لكن ثمة شيء خارج عن نطاق قدرتي، يتعلّق هذا الأخير بابتلاء خصّني به بارئي، لحكمة يعلمها، فلا أحد يمكنه أن يتصوّر بأني وبكل هذه المميزات والمنح التي وهبني إياها، ما أنا إلا امرأة حكم عليها القدر بألا تحصّل أهم ما تتمناه النساء، «الأمومة» نعم أنا كذلك لأني عاقر .أرجو ألا تتساءلوا عن كيفية اطّلاعي وتأكدي من هذا الأمر، لأن الخوض في تفاصيل الحكاية سيُقلب عليّ المواجع، قد تعتريني نوبة بكاء ستمنعني لا محال من مواصلة الكتابة، نعم أبكي ليس قنوطا ويئسا بل رحمة ورأفة، لكي أنفّس عن هذا الكرب الذي أصابني، فالأمر ليس هيّنا لكنه سيغدو كذلك، إذا رزقني ربي ـ ولا شك في ذلك أبدا ـ برجل يقدّر ظروفي، فيهبني السعادة ويعوّضني عن الأولاد بحسن المعاملة، أرغب في الزواج في هذه السن لكي أتأقلم مع الوضع، فشبابي قد يشع لي، لذا أنا على أتم الاستعداد للارتباط في أقرب فرصة مع رجل صالح، لا بأس إن كان أرمل أو مطلقا طبعا بأولاد، أرضى الارتباط بعقيم، أتمنى أن يكون هذا الأخير من شرق البلاد لا يتعدّى عمره الأربعين.إخواني القرّاء، إن هذا المصاب الذي ألمّ بي، ما هو إلا ابتلاء من اللّه العزيز الحكيم، الذي يخضع العباد إلى تجارب تبين معادنهم ومدى صبرهم، لهذا السبب غايتي النجاح في هذا الامتحان بدرجة التفوق، فمن يعينني على ذلك لينال معي الجزاء والثواب.
ليلى من بومرداس