لجنة نوبل للسلام تنتظر انضمام شخصيات جديدة لتجنيب النروج مشاكل سياسية

يمكن ان تنضم شخصيات مثل كوفي انان او هيلاري كلينتون الى لجنة نوبل للسلام التي تمنح سنويا جائزتها العريقة، لتجنيب النروج مشاكل مثل خلافها مع الصين.وما زالت اوسلو تسعى بعد اربع سنوات الى اعادة العلاقات مع الصين التي لم تتقبل منح المنشق الصيني ليو شياوبو جائزة نوبل في 2010. ومن الخلافات الاخرى، رفض الحكومة اللقاء مع الدالاي لاما، الحائز ايضا جائزة نوبل، عندما جاء الى البلاد في بداية ماي.وحرصا منها على تجنب اي التباس جديد، بدأت النروج نقاشا: كيف تثبت للاطراف الآخرين في العالم ان لجنة نوبل ليست واحدة من هيئاتها السياسية عندما يعين البرلمان النروجي اعضاءها عملا برغبة الفرد نوبل (1833-1986).واكد مدير معهد البحوث حول السلام في اوسلو كريستيان برغ هاربفيكن الذي يدعو الى هذا الاصلاح منذ فترة طويلة، ان “من الضروري جدا ان تضم اللجنة مجموعة متنوعة من الاشخاص، وان يتوافر لديها امكان البحث في ضم اجانب” اليها.واضاف ان “مكان رجال السياسة من ذوي الخبرة محفوظ فيها، لكن من الضروري ايضا توسيع مروحة قبول اعضاء جدد لتأمين كفاءات متنوعة من جهة وتشكيل لجنة تكون اقل انعكاسا للسياسة النروجية من جهة ثانية”.وعلى امتداد تاريخها المستمر منذ ما يفوق مئة عام، قطعت اللجنة علاقاتها المحرمة في الظاهر مع السلطة بمنعها في 1936 الوزراء في الخدمة من الانضمام اليها، ثم النواب في 1977.لكن الاحزاب السياسية عادة ما تعمد الى مكافأة اعضائها القدامى، عندما يحين اوان اختيار اعضاء جدد في اللجنة: فالرئيس الحالي ثوربيون ياغلاند كان على سبيل المثال رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية عن حزب العمال.ورغم ان وزير الخارجية يوناس غار ستور حذر كما يبدو من عواقب منح ليو شياوبو جائزة نوبل، فان النظام الصيني راى في هذا الامر تدخلا من النروج في سياسته الداخلية.ويتعين التجديد لثلاثة من اعضاء اللجنة الخمسة ومنهم ياغلاند في الخريف. ودعي الحزب المحافظ الى اختيار اثنين والعماليون الى اختيار واحد.وطرحت اسماء الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الحائز جائزة نوبل للسلام في 2001، ووزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون ووزير الخارجية السويدي الحالي كارل بيلت.وردا على سؤال ، قال رئيس المجموعة المحافظة في البرلمان تروند هيليلاند ان “هذه المقترحات ليست سيئة”.واضاف “نحن منفتحون على البحث في مسألة مرشحين من مشارب مختلفة. قد يكونون اساتذة جامعيين او اجانب على الارجح”.الا ان بيلت يتولى في الوقت الراهن منصب وزير الخارجية، ويسود الاعتقاد ان كلينتون تطمح للوصول الى البيت الابيض.وقال هاربفيكن “من الضروري ان تطبق فكرة قطع العلاقات مع العالم السياسي على شخصيات اجنبية وعلى شخصيات نروجية”.واذا حزم المحافظون امرهم بعد الصيف، ينوي العماليون التجديد لياغلاند الذي يمكن ان يبقى رئيسا حتى لو ان اكثرية اللجنة تستعد للانتقال الى اليمين.وقال اسلي سفين المؤرخ المتخصص في جائزة نوبل ان “اطاحة ياغلاند هذا الخريف لاجراء تجديد جزئي للجنة سيعتبر رضوخا جديدا امام الصين بعد قضية الدالاي لاما”.الا ان وسائل الاعلام التي غالبا ما لا تبدي تعاطفا معه، تقف الى جانبه اليوم، فيما تحوم الشبهات حول سعي الصين الى التخلص منه بأي ثمن.واذ تساءلت صحيفة افتنبوستن الرصينة عن الدوافع التي حملت السفير السابق للنروج في الامم المتحدة مورتن وتلاند الى الكشف اخيرا عن غضب البيت الابيض بعد منح باراك اوباما جائزة نوبل في 2009، طرحت فرضية وجود “حملة لتشويه سمعة” ياغلاند.وقالت الصحيفة ان شركة العلاقات العامة التي يعمل فيها ويتلاند اليوم تقوم على الارجح بالحملة خدمة “للمصالح الصينية”. ونفى الدبلوماسي السابق نفيا قاطعا ان تكون بكين كلفته القيام بهذه المهمة، لكنه اقر بأن مؤسسات لها مصالح في الصين هي زبائن في شركته.