جثمان حيماني يشيع بمقبرة ڤاريديوسط أجواء مهيبة.. والموت خطفه وهـو يحقـق وصيــة والدته
المرحوم كـــــان يتــفــقـد شقة ليشتريها لشقيقاته.. وهكذا حــدثــت الفـــاجعــة
في جو جنائزي مهيب، شيع ظهيرة أمس، جثمان الدولي السابق ومهاجم نصر حسين داي نبيل حيماني، بمقبرة ڤاريدي بالعاصمة، بحضور جمع غفير من أنصار الفرق الوطنية وعائلته وأقاربه وأبناء حيه بالرويسو وببرج الكيفان وشخصيات رياضية ولاعبين لعبوا إلى جانبه في مختلف الفرق الوطنية، بداية من أولمبي العناصر مرورا بشبيبة القبائل، وفاق سطيف شباب قسنطينة وأخيرا نصر حسين داي، وبدت علامات التأثر بادية على وجوه الحضور، والتحق عدد كبير من اللاعبين بمقر السكن العائلي للمرحوم بالرويسو مبكرا بداية من الساعة 11 صباحا من نهار أمس، قبل أن يلحق جثمان حيماني دقائق قليلة قبل صلاة الجمعة، بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية بمستشفى مصطفى باشا، أين وافته المنية ليلة الخميس، وصلّي عليه في مسجد الرويسو، قبل الانطلاق في موكب كبير نحو مقبرة «ڤاريدي» التي غصت بمحبيه ومناصري الفرق العاصمية، وقد أكد كل من تحدثنا إليه خاصة أبناء حيه أن اللاعب كان كثير التصدق على المحتاجين، كما أنه أعان شقيقاته الأربع كثيرا وقام بشراء منزل لأخيه الوحيد بعدما تكفل شخصيا بمراسيم زفافه، تاركا أفعاله الخيرية تتحدث عنه حسبما أكده جيرانه، الذين قالوا إنه كان محبوبا من الجميع ومعروفا بأخلاقه الحميدة وروح الدعابة تاركا وراءه أما لأربعة بنات إحداهن حديثة الولادة .
جدد مع النصرية.. كان يتأهب لأخذ بناته إلى المسبح وهكذا لفظ آخر أنفاسه
حيماني الذي توفي والده وهو لم يتجاوز عامه الأول، كان هو من يعيل عائلته الصغيرة المكونة من 4 شقيقات وأخ وأمه، التي توفيت قبل ثلاث سنوات من الآن، وأوصته بأن يواصل إعانة شقيقاته، ففكر في الآونة الأخيرة أن يشتري لهن شقة خاصة حتى يخرجوا من الشقة العائلية التي يقطن فيها إلى جانب أعمامهن وعائلاتهم، وبالعودة إلى الساعات القليلة للمرحوم فقد وقّع على عقده الجديد مع النصرية عند الساعة الرابعة مساء من ليلة وفاته، وعند الساعة السادسة والنصف كان جالسا في حيه رفقة أقرانه، قبل أن يؤكد لهم أنه سيغادر رفقة بناته الثلاث إلى مسبح برج الكيفان، ليتصل به صديقه الذي كان معه عند الفاجعة ليذهب إليه نحو العمارة الجديدة التي تبنى بالحي، وأكد مقربون أن حيماني كان سيتفقّد إحدى الشقق ليشتريها لشقيقاته، تطبيقا لوصية والدته، قبل أن تخطفه الموت وهو يحاول ذلك، وعن الأحداث قال صديقه، الذي قضى معه ثمانية أيام في إسبانيا، في تصريح لـ«النهار»: «اتصلت به وطلبت منه أن يلتحق بي في الشقة، فقال إنه قادم، لكنه تأخر كثيرا وأنا كنت في الطابق السادس، ولما نزلت للبحث عنه لأنه لا يعرف العمارة جيدا وجدت رجال الحماية يخرجونه بعدما سقط في فتحة المصعد».