الويل لك يا مستبدة.. حوّلت جنتك إلى نار بسبب قهرك لأولئك الصغار
أكاد أموت من شدة القهر وتجتاحني رغبة عارمة في قطع رأس جارتي ورميه في سلة الفضلات، وقبل ذلك التنكيل بجسدها حية، جزاء لما تقترفه في حق أطفال صغار دون العاشرة، يتامى شاء القدر أن تحل هذه السيدة المعتوهة محل والدتهم، لكنها أبت إلا تكون عدوا لهم وجلادا بدرجة امتياز، ولكم أن تتصوروا معركة يومية بين النمل والفيل، فهذا أبلغ وأصدق مثال عن جبروتها وضعفهم وعدم تكافؤ القوى على الإطلاق .لقد كنت على علاقة طيبة بوالدة الأيتام قبل أن يتوفاها الله، امرأة متسامحة وحنون، هادئة ورصينة، لم يحدث يوما أنها تطاولت علي أي كان، تحترم الصغير والكبير ودائمة الابتسامة، خدومة ومطيعة لزوجها، لكن القدر شاء أن يُغيبها عن دنيا الباطل إلى دار الحق، بعد مرض قاتل تمكن منها فنخر جسدها، توفيت تاركة أطفالا أبرياء، كيف لا ومن أنجبتهم امرأة بصفات ملائكية.وقد كان لا بد على زوجها الذي حزن كثيرا على فراقها أن يرتبط بامرأة أخرى، لأنه ملزم برعاية أولاده ويحتاج لمن تدعمه وتساعده في ذلك، ومن سوء حظه فقد جمعه القدر بامرأة مطلقة وأم لطفل، منذ الوهلة الأولى لم تكن على أحسن ما يرام، لقد ظهر جليا الفرق في التعامل بين ابنها الذي يكبر ربائبها سنا، كانت ولا تزال حتى اليوم تُخضعهم للتعذيب من خلال أساليب وتقنيات لا تخلّف الآثار، كي تحمى نفسها وخشية أن يكتشف زوجها الأمر، حيث تحرمهم من الطعام لساعات طويلة، وتأمرهم بالخروج وعدم العودة الى البيت حتى تطلب منهم ذلك، ولكن شفقة منّا ورأفة بهم كان لا بد علينا من الإحسان إليهم، ما جعلها تحذرهم من دخول أي بيت من بيوت الجيران، كما تُلزمهم بالأعمال المنزلية ولا تترك لهم المجال للعب أو ممارسة طفولتهم بالشكل المطلوب، وبعدما التحق هؤلاء بالمدارس، فإن بطشها فاق المألوف، تصوّرا أنهم يغادرون إلى المدارس من دون تناول وجبة الفطور، لأنها لا تتمكن من تحضير ذلك بسبب النوم، أما ابنها فتحضر له ما يحتاج إليه مسبقا، وفي الصباح ما تلبث أن توقظ الجميع كي تعود إلى فراشها حتى منتصف النهار.هي حقيقة لم أتمكن من التعبير عنها بالشكل المطلوب كي أصف التجاوزات التي تقترفها في حق اليتامى، لأنها أبلغ وأعظم من كل وصف، ولأنني امرأة لا تحب المنكر وتسعى دائما إلى تغيره، قررت التدخل في هذا الأمر ولن أبالي بالنتائج المترتبة، سوف أبعث لها رسالة من خلال منبركم عسى الله أن يغير ما بقلبها، فإذا لم ترتدع سأطلع زوجها وليكن ما يكون.أيتها المرأة المستبدة، الظالمة القاسية، ألا تدركين أبدا المكانة التي خص بها الإسلام كافل اليتيم، وأن المحسن لهؤلاء في الجنة مع الأنبياء والصدّيقين؟، أيتها المعتوهة، ألم يصادفك في الكتاب الحكيم أن الله جعل الأيام بين الناس دول؟، ألا تعرفين أن المرء مثلما يدين يدان؟، لقد ختم الشيطان على قلبك وبصرك، لأنك تستحقين جهنم وبئس المصير، وإلا بماذا تفسرين غفلتك وعدم استثمارك لفرصة ذهبية؟، فلو أنك أحسنت لهؤلاء ابتغاء وجه الكريم واتقيت الله في معاملتك لهم، لضمت جنة عرضها السموات والأرض.
حليمة/ بسكرة