لا مغفرة لي ولا رجاء بعدما تجاوزت ذنوبي عنان السماء
أنا امرأة مغضوب عليّ ولا رجاء لي في العفو والمغفرة، لأني أمعنت في ظلم نفسي وأفرطت كثيرا في إتيان الذنوب والمعاصي، فلو رغبت بذكرها لجفت الأقلام وامتلأت السجّلات قبل أن أفي الثلث من أفعالي الشنيعة، سفالة ودناءة جرّدتني من آدميتي وجعلتني عضوا ناشطا في حزب الشيطان.
سيدتي الفاضلة نور، لو كان بوسعي وكان باستطاعتك أن تمنحيني من وقتك، لأسرد جزء مما اقترفت من أفعال شيطانية، سيكون حكمك الوحيد إعدامي دون رحمة لأنني أستحق ذلك، أعلم علم اليقين أنك أدركت ماهية أفعالي وأيقنت أنها من الكبائر، نتيجة ذلك أعيش حياة ضنكا ويكاد الخوف يقضي علي، أي نعم منذ زمن امتنعت عن القيام بهذه الأفعال وانطويت بعيدا لأعزل نفسي عن رفاق السوء، بالرغم من ذلك لا أشعر بالراحة لأن الخوف تملّكني ونال مني، إلى درجة أصبحت أترقّب فيها أن تشرق الشمس من المغرب، لأكون أول الرابضين في طابور الحساب، فإذا كان لديّ أمل تساوي نسبته واحد بالمليون فأرجو ألا أحرم منه، ودعيني أتمسك به لكي أستطيع الاستمرارفيما تبقى من حياة أعيشها شبه ميتة .
م/ الغرب
الرد:
لو كان الحساب من شأن بني البشر، لقطعت لك الأمل والرجاء من شدّة ما اقترفت، وبما أن هذا الأخير من شأن الرحيم الغفور، الواسع، العفو أبشرك وأذكرك بالحديث القدسي «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي» وهذه الآية القرآنية «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم». لو أمعنت النظر فيما قاله الله تعالى في كتابه أو على لسان نبيه لأيقنت كل اليقين عظيم رحمة الله عز وجل وسعة عفوه واطمئن قلبك وسارعت إلى فتح باب التوبة على مصرعيه لبدء حياة جديدة ملؤها نور الايمان.إذا كانت ذنوبك كبيرة فرحمة الله أكبر، لذلك لا يجب عليك أبدا القنوط، لأنه أول خطوات اليأس الذي يقود إلى الكفر بعظمة الله، فأنت رغم كل شيء مسلمة، أول ما يجب عليك فعله التخلص من الأسباب التي أدت بك إلى هذا الضياع، ولتسرعي إلى توطيد العلاقة مع الله بعيدا عن الشيطان الذي يرغب أن يحتفظ بك تحت ولايته.التوبة الصادقة تتطلب منك السعي الحثيث والجاد للإكثار من العبادات والطاعات، ومنها المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها والنوافل وقيام الليل، مع الإكثار من ذكر الله بُكرة وعشية، وفي الوقت ذاته أنصحك بأن تكثري من الصدقات لأن هذه خطوة مطلوبة لمحو السيئات والتقليص من حجمها، مع رد المظالم لأصحابها.قبل أن أختم الكلام أذكرك أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم فلتبادر إذا بالتغير وألقي ثقل همومك على رب اسمه الكريم الرحيم، الحليم الغفور.أسأل الله أن ينجيك من كيد الشياطين وأن يكتب لك جنّة النعيم وأن يجعلك من عباده الصالحين.. آمين يا رب العالمين.
ردت نور