الأطراف المالية توقـع اليوم اتفـاق السلام بباماكو
ستوقع الحركات الأزوادية، اليوم، بباماكو على اتفاق السلام النهائي الذي رعته الجزائر عبر عدّة جولات ماراطونية، وسيحضر وزير الخارجية رمطان لعمامرة الاحتفالات الخاصة بتوقيع الاتفاق، الذي من شأنه إنهاء الأزمة التي تفجّرت شمال مالي منذ 2012.ستوقع، اليوم، تنسيقية الحركات الأزوادية على اتفاق السلام مع الحكومة المالية، وستغلق اليوم الدبلوماسية الجزائرية ملف وساطة كان شاقا بسبب تمسك الحركات الأزوادية بالانفصال، في وقت غذّت أطراف إقليمية طرح الحكم الذاتي الذّي شوّش على الكثير من جولات المفاوضات، قبل أن يستّقر الفرقاء الماليون على التوقيع على الاتفاق المبدئي، في الخامس عشر ماي الأخير بالجزائر، حيث سقطت أوراق الحكم الذاتي والانفصال الذّي روّج لها المخزن عبر دبلوماسية موازية، قادها نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاضرة ورجل الظلّ بالمخابرات المغربية، إلياس العماري، بهدف التّشويش على الوساطة الجزائرية واستقطاب بعض الشخصيات الأزوادية.وسيتوّج، اليوم، اتفاق وقف إطلاق النّار الذي تم التوقيع عليه، في 24 ماي 2014 في الجزائر، باتفاق نهائي للسلام بباماكو، ينهي الحرب الدائرة على الحدود الجنوبية للجزائر منذ سيطرة الحركات المتشددة على إقليم أزواد، وما شكّلته من تهديدات أمنية كبيرة، كانت أشدّها بالنسبة إلى الجزائر عدوان تيڤنتورين، الذّي خلّف مقتل 38 رهينة احتجزت بمنشأة الغاز، على يد عناصر اتّخذت من شمال مالي ممرا ومعقلا للعقل المدبّر للهجوم، وهو زعيم كتيبة الموقعون بالدماء، «مختار بلمختار»، كما كانت قاتورة المواقف الثابتة للجزائر الرافضة للانفصال والمدافعة عن الوحدة الترابية لمالي، اختطاف دبلوماسييها بقنصلية غاو، حيث تمّ تحرير الدبلوماسيين مراد قسّاس وقدّور ميلود، فيما توفي القنصل العام بوعلام سايس إثر مرض مزمن، وقتل نائب القنصل العام طاهر تواتي على يد المختطفين من جماعة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا.وانتقل، أمس، لعمامرة إلى باماكو للمشاركة في احتفالية التوقيع على اتفاق السلام، فيما بادرت الحكومة المالية إلى رفع مذكرات التوقيف الدولية في حق عدد من زعماء الحركات المتمردة، قبل 24 ساعة من التّوقع على الاتّفاق.