اقرا واعتبرعندما يصلح الفرع وينحرف الأصل يستقيم الظل والعود أعوج
شاب صغير السن هداه الله في بيتٍ قد امتلأ بالفجور والمعاصي والمنكرات والفواحش، أبوه لا يعرف القبلة، حاول أن يدعو أباه إلى الله فلم يستجب له، فذهب إلى إمام المسجد يبكي عنده ويقول له: إن أبي يعصي الله ولا يعرف ربه، حاولت أن أدعوه إلى الله فلم يستجب لي، فماذا أفعل؟ فقال له إمام المسجد: إذا قمت في الثلث الأخير من الليل فتوضأ وضوءك للصلاة ثم صلِّ لله ركعتين وادع الله عز وجل في تلك الركعتين أن يهدي أباك، فانتصح الشاب بتلك النصيحة، وكان في كل ليلة يقوم بهذا الفعل، وفي ليلة من الليالي قام الشاب يصلي في الليل فدخل الأب البيت بعد سفر قد فعل فيه ما فعل، ولم يكن أحد يدري به، ففتح الباب ودخل البيت وأهله نيام، فسمع صوت بكاءٍ في غرفة من الغرف، فاقترب ينظر فإذا ابنه الصغير يبكي، فاقترب منه ليسمع ماذا يقول، فسمع ابنه يرفع يديه إلى الله وهو يقول: اللهم اهد أبي، اللهم اشرح صدر أبي للإسلام، اللهم افتح صدر أبي للهداية، فسمع الأب هذا الكلام وإذا به قد انتفض وأخذته قشعريرة، فخرج من الغرفة واغتسل ثم رجع إلى الغرفة والابن ما زال يبكي ويرفع يديه إلى الله، فصلى بجنب ابنه ورفع يديه بجنب ابنه والابن يقول: اللهم اهد أبي والأب يقول: آمين، اللهم افتح قلب أبي، والأب يقول: آمين، فبكى الأب وبكى الابن، فلما انتهى الابن من صلاته التفت فرأى أباه يبكي فاعتنق أباه وأصبحا يبكيان إلى الصباح، فكانت بداية هداية هذا الأب .
الشرق