ينفق زوجي على زينته ما لا ينفق على أفراد أسرته
الكل يستحسن النظافة لأنها من الإيمان، وما لحواء أن ترفض أن يكون زوجها على هذه الحال، ومن تتذمر إذا كان شريك حياتها، رجل أنيق حسن المظهر إلا إذا كانت عديمة الذوق، هذا إذا سار الوضع في نسق المعقول، أما إذا أفرط صاحب الشأن في الاهتمام بنفسه أضحى الأمر مبالغا فيه، وإذا زاد الشيء عن حده حتما سينقلب إلى ضده، لأجل هذا الضّد أكتب اليوم وأناشدكم المساعدة. أنا زوجة لموظف بسيط في مؤسسة عمومية، في الخمسين من عمره، عشت معه أزيد من عشرين سنة، عانيت خلالها أيما معاناة ولم أعد الآن أستطيع التحمل لأن السكين بلغ العظم ولا طاقة لي على الصبر والتجلد بالحلم وسعة الصدر. إن زوجي لا يغادر البيت، قبل أن يضع زينته نعم هذا أدق تعبير لما يقدم عليه، إذ يحلق ذقنه مرتين في اليوم، يلاحق تلك الشعيرات البيضاء على رأسه فيقتلعها من جذورها، يقضي مدة من الزمن أمام المرأة لكي يُحسن هندامه بعدما يرتدي منها الأفضل، علما أنه شديد الحرص على تناسق الألوان والتعطر بشكل مثير وملفت للانتباه، والأكثر من هذا فإنني مطالبة بالاهتمام به ومساعدته على انتقاء ملابسه لكنه في النهاية يفعل ما يروقه له ولا يأخذ رأيي أو اقتراحي بعين الاعتبار خشية أن أغرر به، فيقابل الناس بشكل لا يليق، كما أنه يتهمني بالغيرة والحسد لأنه لا يزال وسيما، ولم يكن هذا الأمر أبدا ليزعجني بقد ما أتذمر من تصرفاته المبالغة التي فاقت الحدود، زد على ذلك الأنانية المفرطة لأنه ينفق على نفسه أكثر من الجميع، حتى أولاده، أما أنا فلا حظ لي من ماله بعدما جزم بعدم حاجتي للأناقة والاهتمام بالمظهر، ما دمت ماكثة بالبيت، ولا يحق لي أن أفعل ذلك أثناء خروجي لأنه لا يجوز. أي منطق هذا الذي يحتكم إليه زوجي، وأي شريعة منحته الحق أن يفعل ذلك على حساب أفرد أسرته؟ فإذا كنت على باطل أرشدوني إلى طريق الحق وإذا كنت على حق، ماذا أفعل كي أتخلص من هذا الباطل؟
نصيرة/ البليدة .