لا تغلق منافذ الوصال وتقضي على مجالسة الأحباء وهجر الأهل والأقرباء
أيها القلب القاسي، تخطى حبال القطيعة وحاول أن تحصرها في مطية النسيان، واهجر درب الأنانية وحب الذات لأن ذلك فيه فناء وهلاك وتضييع لفرص النجاة، أيها القاطع للرحم تجاوز الأحزان بصدر رحيم لا بقلب من حديد، فأحب من جديد وحاول إدخال البهجة إلى شغاف الفؤاد، وصافح الأخوة بتسامح وازرع بينهم كلاما حروفه ود ووئام، وهمساته صفاء وسلام. كفى نفورا وتنائي، لما نسجت سياجا من خيوط القطيعة وانتهجت خطة اللارجوع لسنين طوال، ورسمت دائرة مغلقة لا باب فيها ولا نافذة لتقضي على منافذ الوصال، أيها القاطع لم قررت عدم مجالسة الأحباء وهجر الأهل والأقرباء ورضيت العيش في حلبة الحرمان، ففي يوم ما ستشعر بضيق الحياة حتما من دهاليز العزل، وا أسفاه لقد رسمت لك طريقا ممهدا للذنوب وزين لك إبليس مسلكا دامسا خاليا من النعم والعيش الرغيد، فتأمل حياة الإنسان كأنها دقائق فقط فلا تستعجل مقاطعة الأهل، فأكيد سيأتي يوم تتفرق فيه القلوب وتتوارى الأجساد عن الأنظار إلى الأبد وتسكن القبور فحينئذ لا ينفع الندم على ما فات. أيها القلب القاسي، ارجع عن قرارك اللعين وأحي الود الدفين واستبدل كلمة وداع بكلمة لقاء، فستكون حياتك أحلى وأجمل في هذا الكون واستغل ما بقي من عمرك في صنع الخيرات على طريق البر والهدى، وحطم جسر العداء وليكن قلبك فاتحا أحضانه للصفاء والوصال، وشارك الغير في رفع الهموم والبلاء عنهم، وكفكف عن دمعهم واستبدلها فرحا وسرورا واسلك درب المودة وصالح الأخوة، واجعل لحياتك عهدا جديدا خاليا من البعاد والهجران، فهذه هي الدنيا تارة نعمة وتارة نقمة، فكما ستزرع ستجني سواء خيرا كان أم شرا، فاختر ما ينفعك في الدنيا وستنال أوفى جزاء، واعلم جيدا أن في الصلح خير وفير وفي القطيعة شر ذريع وموت بطيء وانتحار للمشاعر السمحاء وأنه لا يدخل الجنة قاطع.
نادية واحدي/ الهضاب