93% من المعلمين يعانون من التعب
كشفت آخر دراسة نفسية حول مصادر الضغط النفسي للمعلم الجزائري في المدرسة الابتدائية بأن نسبة 93.18% من المعلمين يعانون التعب
وفقدان الطاقة و86.38 يعانون تغير في الشهية و79.55 يعانون من توتر عال. هذه الدراسة كشفت عنها الأستاذة بوضياف نادية من جامعة قاصدي مرباح خلال الملتقى الوطني حول الضغوط النفسية لدى الفرد الجزائري من تنظيم قسم علم النفس وعلوم التربية بجامعة الأغواط. وأظهرت الدراسة التي أجريت على 30 معلما أن حالة التعب من المصادر الكبرى، لحدوث الضغط بحيث يجد الفرد نفسه عاجرا وتقل مقاومته للمرض وبالتالي يولد الإجهاد الشديد بالتدرج وتوترات تهدد صحة المعلم، كون التعب في كثير من الحالات ظاهرة غير مرئية تخلف آثارا حسب الدراسة يمكن أن تتحول إلى مشاكل تحتاج إلى معالجة. إذا من الحتمية أن تكون هذه المهنة من المهن الأكثر ضغوطا، فالتدريس عمل صعب وشاق، لا سيما في المرحلة الابتدائية وبالتالي ركزت الدراسة على مصادر الضغوط النفسية والبيئة المحيطة بالمعلم ومدى تأثير ذلك على مستويات أدائه وكفاءته في العمل، وظواهر أخرى أظهرتها الدراسة فالعرق الزند لدى المعلم شكل نسبة 77.2 مع آلام في الرقبة والأكتاف بنسبة 68.18 إضافة إلى الإمساك والمغص والصداع بأنواعه بنسبة 54%.
وكانت آخر نسبة في الدراسة 45.2 للقرحة المعدية. هذه الأعراض الجسمية التي اعتبرتها الباحثة لها تأثير سلبي على الأعراض الانفعالية كتغير في المزاج والعصبية وسرعة الغضب والاكتئاب. هذه الدراسة تعكس بشكل واضح المعاناة التي يعيشها المعلم. أما الشق الثاني من الدراسة، فقد بين أن أكثر من 84% من المعلمين يعانون من قلة الوسائل التعليمية. في حين أن أكثر من 77% يشتكون من الأجر المنخفض، كون الراتب يمنح الفرد إحساس بالأمان وغياب الرضى على الراتب المتحصل عليه بجعل المعلم يفكر في أساليب أخري للحصول على الأمان الاقتصادي والمادي بحيث يلجأ المعلم إلى ممارسة أعمال والابتعاد بشكل أو بآخر عن التفكير والتركيز في العملية التعليمية وهذا ما توصلت إليه الدراسة في أن نسبة 22.73% من عدم نجاح التلاميذ في الامتحانات التي كانت تعتبر مصدر من مصادر الضغط النفسي لأن نجاح التلميذ هو نجاح المعلم. هذه الدراسة سجلت ضمن 19 مداخلة لـ 25 أستاذا مشاركا في الملتقى الوطني حول الضغوط النفسية لدى الفرد الجزائري، من تنظيم قسم علم النفس وعلوم التربية بجامعة عمار شيلجي بالأغواط. وحسب ما أدلى به رئيس الملتقى الأستاذ محمد بوفاتح لـ “النهار الجديد”، فإن موضوع الملتقى جاء كنتيجة حتمية لمعايشة العشرية الدموية وما أفرزته من ضغوط نفسية وكذا الانتقال من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر وهيكلة العديد من المؤسسات الاقتصادية وإعادة إصلاح المنظومة التربوية، جعل الالمام بالتنمية البشرية من خلال الدراسات العالمية والعربية والجزائرية يحتم دراسة هذا الموضوع باعتبار الضغط النفسي من الحالات الأكثر انتشارا بين الناس في عصرنا الحالي وحظي بالدراسة لدى الباحثين الغربي منذ أربعة عقود. الملتقى نجح من خلال تبادل الخبرات والممارسات بين الأساتذة الجامعيين ورصد وحصر أهم المصادر السببية للضغوط النفسية من الأسرة والمدرسة والمجتمع، لما للضغط من إسهامات في إعاقة التنمية البشرية حسب ما ذهب إليه الأستاذ كوسة نور الدين من جامعة سطيف حول مفهوم النفاق الاجتماعي في قراءة إسقاطية خلدونية تدفعنا لنوجه نحو الغير.