800مدرسة قطعت الدروس بسبب البرد!
المناطق الريفية تعاني من الصقيع ومافيا المازوت تعرقل مشاريع توفير التدفئة بالشمال
تقارير مغلوطة ترفع إلى ”بابا أحمد” زادت من تفاقم الوضع
ألزم ولاّة الجمهورية المجالس الشعبية البلدية بضرورة التكفّل العاجل بمشكل التدفئة الذي تعاني منه المؤسسات التربوية، خاصة الإبتدائيات التي يُقدّر عددها بأكثر من 16 ألف من مجموع 24 مؤسسة موزّعة بين المتوسط والثانوي والإبتدائي، وجاء هذا القرار بعد عزوف أكثر من 800 مؤسسة على مزاولة الدروس؛ ويتعلّق الأمر بالمؤسسات الواقعة في المناطق الداخلية والجبلية؛ والتي تصل فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.إضرابات.. احتجاجات.. قطع الطرق ومنع التلاميذ من التوجه إلى قاعات الدراسة… هي عادات غزت العديد من المناطق في الجزائر؛ خاصة المناطق الداخلية التي كستها الثلوج؛ والتي نتج عنها برد وصقيع نخر أجساد التلاميذ في المدارس الإبتدائية ومنعهم من مزاولة دراستهم على أكمل وجه.وقد حرّك هذا الوضع المزري الولاّة، حيث راسلوا كل البلديات الموجودة عبر الوطن من أجل توفير المدافئ، علما أن مديريات التربية قد رفعت طلبا يتضمّن توفير التدفئة ذات الخدمة الإزدواجية ”مكيّفات هواء” يتم استعمالها فصلي الشتاء والصيف، وحسب المعلومات المتوفّرة، فإن الولاّة اعتبروا توفير المكيّفات بمختلف المؤسسات التربوية سيطرح مستقبلا مشكلا جديدا؛ يتمثّل في نقص الطاقة التي من شأنها تشغيل المدافئ، وهو ما يحدث في هذه الفترة في المناطق الجنوبية التي تتوفّر على مثل هذه التقنية، حيث إن كل المكيّفات المتواجدة عبر المؤسسات الجنوبية معطّلة بفعل نقص التيار الكهربائي.وحسب الأرقام المقدّمة، فإن مانسبته 90 من المائة، من المدارس الابتدائية تغيب فيها التدفئة، أم معطّلة من مجموع 24 ألف مدرسة متواجدة عبر القطر الوطني، بالإضافة إلى غياب التدفئة على مستوى 35 من المائة من الإكماليات المقدّر عددها بـ5000 إكمالية، وكذا غياب التدفئة أو وجود عطب في الأجهزة على مستوى 25 من المائة من الثانويات.ومن بين المؤسسات التربوية التي عرفت اضطرابات واحتجاجات للأساتذة والتلاميذ؛ نجد كلا مؤسسات الجزائر غرب؛ على غرار ثانوية ”إيسياخم” بالشراڤة، ”أوراري” بتقصراين، وكذا الثانوية المتواجدة على مستوى منطقة سبالة بدرارية، بالإضافة إلى ٤ ثانويات ببومرداس؛ وبالضبط في منطقة سيدي داود، بالإضافة إلى 8 ثانويات بتيبازة، وأكثر من 10 ثانويات بالأغواط، ويزيد عدد الثانويات التي تعرف هذه المشاكل، كلّما انتقلنا إلى المناطق الداخلية والتي تعرف درجات حرارة منخفضة جدّا على غرار المدية، والجلفة، والبيض، وتسمسيلت. وفي ذات السياق، وبالنسبة للمؤسسات التربوية التي تتوفّر على أجهزة التدفئة؛ تعاني هي الأخرى من مشكل الصيانة، خاصة تلك المدارس التي تعمل بنظام التدفئة بالمازوت، والذي يتسبّب في انبعاث غازات تتحوّل مع مرور الوقت إلى سمّ قاتل؛ كما يمكن أن تولّد انفجارات في حال عدم صيانتها.
التلاميذ يدرسون في غرف من جليد بالطارف
تعيش الكثير من المؤسسات التربوية التابعة لولاية الطارف، أوضاعا مزرية نتيجة غياب التدفئة، ويزداد الوضع حدّة على مستوى مدارس الشريط الحدودي التي تعرف درجات حرارة منخفضة تصل إلى ما دون الصفر داخل الحجرات؛ لاسيما المتوسطات والثانويات.الوضع المتردّي بالولاية، جعل الوالي يخصّص في المدة الأخيرة مبلغ 28 مليار سنتيم؛ لإعادة تعميم التدفئة المدرسية؛ بعد أن عاش التلاميذ سنوات من المعاناة في أقسام من جليد.
التدفئة في سكيكدة تتحوّل إلى قنابل موقوتة
تعاني 18 ثانوية من أصل 48، من مشكل التدفئة بولاية سكيكدة، كما تعاني 24متوسطة من مجموع 125 متوسطة نفس المشكل، أما في التعليم الابتدائي ومن أصل 444 مدرسة ابتدائية تعاني 197 مدرسة من هذا المشكل، مما جعل التلاميذ في هذه الولاية يعانون، خاصة فيما يخصّ المؤسسات الكائنة بالبلديات النائية والتي تقع في ”مصيف” و”القل”، والواقعة في الجهة الغربية من الولاية، والتي تزداد فيها قسوة البرودة إلى حدّ يصعب على التلاميذ استيعاب الدروس، كما تعاني الولاية من مشكل انسداد بعض المدافئ، مما تسبّب في تحويلها إلى قنابل موقوتة تهدّد التلاميذ، وهو ما حدث فعلا، حيث تم وقوع العديد من الحوادث؛ أين تم إحصاء العديد من الحالات التي وصلت إلى أكثر من 11 ضحية؛ تعرّضوا إلى إصابات خطيرة نتيجة الانفجارات؛ بينما سجّل تعرّض التلاميذ إلى أمراض عديدة؛ منها التنفّسية والجلدية؛ وصلت إلى أكثر من 10 حالات؛ على الرغم من نفي الجهات الوصية.
المدارس الواقعة في المناطق الريفية بتبسة تعاني من الصقيع
يشتكي أولياء التلاميذ عبر عدد من المناطق الريفية على مستوى بلديات تبسة، من نقص وتذبذب عملية التدفئة داخل عدد من المؤسسات التربوية التي يتمدرس فيها أبناؤهم، وعبروا في كثير من المناسبات عن امتعاضهم وتذمّرهم من هذا المشكل الذي يتجدّد مع بداية كل شتاء، لاسيّما في الابتدائيات المترامية على أطراف بلديات الكويف، وعين الزرقاء، والمريج، وبئر العاتر وبولحاف الدير، التي راسل قبل أسبوع مسؤولوها الجهات الوصية لإخطارهم؛ بأن الملحقة التابعة لابتدائية البلدية لا تتوفّر على التدفئة، وبأن أولياء التلاميذ يهدّدون بتوقيف أبنائهم عن الدراسة، كما عبّر آخرون عن تخوّفهم من تمدرس أبنائهم داخل مؤسسات لاتزال فيها الأقسام مصنوعة من مادة الأميونت التي أكدت كل الدراسات والخبرات أنها خطيرة وتتسبّب في أمراض فتاكة كالسرطان.
عشرات الأقسام من دون تدفئة والتلاميذ يتكبّدون المعاناة في صمت بميلة
تشتكي الكثير من المؤسسات التعليمية بولاية ميلة؛ من انعدام التدفئة في أقسامها؛ مما أثّر سلبا في عملية الإستيعاب التربوي؛ وبات محلّ خلافات كثيرة بين جمعيات أولياء التلاميذ ومديري تلك المؤسسات؛ فيما سُجّلت العديد من الحركات الاحتجاجية بفعل غياب التدفئة؛ على غرار ما سجّل مؤخرا ببلدية وادي العثمانية، يأتي هذا في غياب أي تحرّك ميداني عاجل لتدارك الوضعية القائمة، فالأعداد وبالأرقام تحصي 443 مدرسة ابتدائية؛ لا تتوفّر على التدفئة بالشكل الكافي، وهو نفس الشيء في الإكماليات، حيث إن العديد من الإكماليات الجديدة التي دشّنت مؤخّرا، والتي يبلغ عددها 122 إكمالية؛ تعرف مشكل التدفئة، ولا يختلف هذا الأمر عن 443 ثانوية.
مافيا المازوت تُعرقل مشاريع ربط المؤسسات التربوية بالغاز في سطيف
تحوّلت مؤخّرا المؤسسات التربوية بولاية سطيف؛ إلى ملاذ للممارسات غير القانونية المتمثّلة في نهب أملاك الدولة، من خلال عرقلة مشاريع ربط بعض المؤسسات بمادة الغاز الطبيعي، على الرغم من تواجد هذه المؤسسات وسط مناطق حضارية؛ تتوفّر على أنابيب الغاز، وحسب مصادر ”النهار”، فإن السلطات الولائية أقدمت في خطوة أولية لتحرير هذه المؤسسات من هذه الممارسات، وقامت بتخصيص مبلغ مالي يقدّر بـ٠٤ مليار سنتيم لكل بلدية؛ قصد تدارك عجز الغاز وربط المؤسسات بهذه المادة، لتضيف ذات المصادر، أن ثمة تلاعبات صارخة؛ استنادا إلى التقارير التي أعدّها مؤخّرا بعض مديري هذه المؤسسات، وتأتي قضية ما أسماه هؤلاء بـ”مافيا المازوت” في الواجهة؛ حيث عملت بعض الأطراف كل ما في وسعها من أجل عرقلة وتأخّر مشاريع الربط في العديد من المستويات، من أجل تمديد فترة الاستفادة من مادة المازوت لهذه المؤسسات، كون هذه المادة تخضع للفواتير التي تكون فيها عملية التلاعب بالأرقام سهلة، على خلاف مادة الغاز التي تخضع للعداد في حساب الكميات المستهلة ولا دخل للإدارة في ذلك، إلى جانب النهب الحاصل في المطاعم المدرسية، خاصة في الطور الإبتدائي، ونشير إلى أن معظم المطاعم المدرسية بالبلديات الواقعة شمال ولاية سطيف، لاتزال تقدّم وجبات باردة للتلاميذ على الرغم من مرور أشهر عديدة على الدخول المدرسي، حيث إن بلدية بوقاعة شمال سطيف بها أكثر من 17 مدرسة ابتدائية؛ معظم مطاعمها مغلقة تقدّم وجبات باردة فقط.
30 من المائة من المؤسسات التربوية في خنشلة تفتقر إلى التدفئة
يعيش 30 من المائة، من تلاميذ العديد من المؤسسات التربوية عبر بلديات ولاية خنشلة، فضلا عن مقرّ عاصمتها ظروفا تربوية وصحية وبيداغوية جدّ مزرية؛ لا تختلف كثيرا عن تلك التي مرّ بها جيل السنوات الأولى من الاستقلال، فيما تم إحصاء أزيد من 20 ابتدائية، و5 ثانويات وسط مقرّ عاصمة الولاية وخارجها تفتقر تماما إلى التدفئة.
التدفئة أكبر معوقات قطاع التربية في عنابة
كشفت مديرية التربية لولاية عنابة؛ أن مشكلة التدفئة هي أبرز المعوقات التي يواجهها قطاع التربية في الولاية، كما أحصت المصالح حوالي 91 مدرسة ابتدائية، تعاني من مشكلة انعدام وتقهقر ظروف التدفئة فيها، بالإضافة إلى 9 متوسطات وثانويتين، وذلك جرّاء تعطل المدافئ الرئيسية بها، وتدهور وضعية القنوات الخاصة بنقل الحرارة من المدافئ الرئيسية إلى الأقسام التعليمية، وتوجد من بين المؤسسات التربوية المحصية مدرستان ابتدائيتان غير مجهزتين تماما بالتدفئة؛ من إجمالي 217 ابتدائية تنتشر عبر 12 بلدية في الولاية. للإشارة، فإن عدد المدارس الإبتدائية المجهزة بالتدفئة، بنسبة 100 من المائة، تقول مديرية التربية بالولاية، يقدّر بحوالي 124 ابتدائية من أصل 2017 و73 متوسطة من إجمالي 81 إكمالية، فيما أحصت ذات المصالح؛ 33 ثانوية مجهّزة بصفقة شبه كلية بالتدفئة، بنسبة تغطية تفوق 98 من المائة، طالما أن عدد الثانويات يقدّر بحوالي 35 ثانوية في كامل تراب الولاية، وعن أسباب تقهقر أوضاع التدفئة في مختلف المؤسسات، قالت مصالح التفتيش بمديرية التربية لولاية عنابة، إن السبب تقني ويتعلّق بعدم كفاءة المشرفين على الصيانة عبر مختلف المدارس، وأضافت ذات المصالح؛ أن مديرية التربية خصّصت ماقيمته 15 مليار سنتيم لتجهيز وصيانة مختلف المؤسسات التربوية من تدفئة وكتامة، حيث سيستفيد كل طور من حوالي 5 ملايير سنتيم.
تلاميذ برج بوعريريج يقاطعون الدراسة بسبب البرد
قاطع العشرات من تلاميذ متوسطة الشهيد محمد بونقاب المتواجدة ببلدية بن داود، الكائنة على بعد 60 كلم غرب ولاية البرج، أين قاموا، حسب مصادرنا، بالتجمهر أمام المتوسطة ورفضوا الدخول، وهذا بسبب البرودة التي تميّز حجرات الدراسة والتي تحوّلت إلى أشبه بثلاجات، مما أثّر بشكل كبير على تحصيلهم العلمي، وهذا ما أدى بالتلاميذ إلى عدم التوجّه إلى مقاعد الدراسة بسبب غياب التدفئة، حيث يطالبون في هذا الصدد، الجهات المعنية، توفير التدفئة في قاعات الدراسة، تجنبا لإصابتهم بأمراض، خاصة وأن هذه البرودة تتزامن وفصل الشتاء، وكذا غياب غاز المدينة في هذه البلدية النائية التي ينتظر فيها سكانها بفارغ الصبر استفادتهم من الغاز للتخلّص نهائيا من قارورات البوتان وحمولات الحطب التي أرهقتم أسعارها.