7 سنوات سجن في حق الراقي الذي ضرب و جرح وخنق المريضة حتى الموت
قضت صبيحة أمس محكمة الجنايات بغليزان بإدانة الراقي المدعو” أحمدان، م” ومتابعته بـ 7 سنوات سجنا بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة دون القصد من إحداثها.
فحسب ما استخلصته “النهار الجديد” من مجريات المحاكمة، يكون الراقي المتهم و البالغ من العمر 56 سنة قد قدم من ولاية تلمسان باتجاه دوار “الغزازلة” التابع لبلدية الولجة - دائرة عمي موسى- لعلاج الضحية المسماة ” هاني، ي” البالغة 31 سنة، والتي كانت تعاني من صداع مستمر في الرأس، ظنا من زوجها أن بها مسٌ من الجن، ففي العاشر من شهر ديسمبر من السنة الفارطة وفي حدود الساعة الثانية بعد الزوال، حضر الراقي و أخذ يتلو آيات من القرآن الكريم في الماء ويسقي به المريضة الضحية في قضية الحال، و أمام “تعنت الجنٌ” و إصراره على عدم مغادرته جسد الضحية، استعمل الراقي أسلوب الضرب والخنق مع زيادة تزويدها بالماء الذي نفث فيه، الأمر الذي جعل انفها وفمها ينزفان دمٌا، لتتقيأ فيما بعد الدمٌ، وهو الشيء الذي أدى إلى إغمائها، وأمام شدٌة تألمها وتوجعها نقلها زوجها المدعو” ب،م” على جناح السرعة باتجاه مستشفى ” أحمد فرانسيس” بوادي رهيو أين لفظت أنفاسها الأخيرة بعد 30 دقيقة.
ومن جهته قدم الطبيب الشرعي تقريرا حول سبب الوفاة، أورد فيه أن السبب راجع إلى نزيف دموي حاد من الأنف والفم، وانتفاخ شديد في الرئتين، علاوة على وجود كدمات أسفل عظم الترقوة، وخدوش بالجهة اليمنى للوجه، وبناء عليه تقدم زوج الضحية بشكوى ضد الراقي المتهم إلى مصالح الدرك الوطني ببلدية الولجة، هذه الأخيرة فتحت تحقيقا حول ملابسات القضية مع استدعاء المتهم وتوقيفه، حيث اعترف بملابسات ووقائع الحادث، وأنكر ضربه للضحية وخنقها، وذلك عبر كافة مراحل التحقيقات، وهو الشيء الذي أصرٌ عليه أمام هيأة المحكمة، غير أن اعترافات شهود الأساس والاستدلال أمام قاضي الجلسة جاءت متسلسلة متناسقة زادت من درجة تورط المتهم في قضية الضرب والجرح المقترف ضدٌ شخص الضحية،أفادت أنه استعمل معها القوة المفرطة بتوجيهه لها صفعات على الوجه أدت إلى نصل القيراط من أذنها و شدها من شعرها فضلا على محاولته خنق الجنٌي المتعنت ،في الوقت الذي أرغمها على شرب كمية كبيرة من الماء، وبعد تحويل الكلمة إلى ممثل الحق العام التمس هذا الأخير ضدٌه عقوبة 10 سنوات سجنا بعدما تأكد فعل العنف الممارس على الضحية، ومن جهته رافع الأستاذ “عمران،ي” المنصب كطرف مدني، الذي ركز مرافعته على الجوانب العلمية لحالات المرضى النفسية ،حيث قال أن الماء المالح المقدم للضحية أثناء عمل الراقي من شأنه أن يرفع ضغط الدم فأثر على توازن الضحية عقليا وفيزيائيا و فقدت بالتالي وعيها و تصرفت بشكل غريب لا دخل للجن بما وقع منها،كما أكد –حسب تصريحات الشهود- على ممارسة العنف ضدها مستغلا في ذلك سلطته المعنوية عليها ،الأمر الذي رأت فيه هيأة المحكمة وجود أعباء كافية و قرائن قوية تؤكد التهمة المنسوبة إليه،و قضت بعد المداولة متابعته جزائيا.