6 أعوام ولا أزال في الأولى جامعي!
لأن والدي يعبث بمصيري العلمي…
إخواني القرّاء، اليوم سأتكلم بكل صدق ولن أدع أي شيء بداخلي، سأفضي بوجعي، فالأمر ليس هيّنا، لأنه يتعلق هذه المرة وعلى غير العادة بعقوق الآباء للأبناء وليس العكس، وهذا ما حدث ولا يزال يحدث لي مع والدي، ولكم أن تحكموا بالعدل والإنصاف بعد القراءة.
أنا شاب من ولاية المدية، أبلغ من العمر 25 سنة، كان من المفروض أنني أنهيت دراستي الجامعية، ولكنني حتى الآن لا أزال في البداية، ويبدو أنني لن أغادر هذه المرحلة، وقد يلحق بي أبنائي وأحفادي إن ظلّ والدي على قيد الحياة وكتب الله لي العيش ولم يصبني مكروه من شدّة الغيظ والضغط.
لقد كان نجاحي الأول في «البكالوريا» قبل 6 سنوات، فلم يعجب والدي المعدل الذي نلته آنذاك، فطلب مني التسجيل في أي تخصص واجتياز «البكالوريا» مرة أخرى، ففعلت لأن في ذلك مصلحة لي، وقلت في نفسي: عسى أن يكرمني ربي بمعدل أعلى يمكّنني من الالتحاق بالكلية التي يريدها والدي، فاستجبت إلى رغبته.
وبعد انقضاء الموسم الدراسي، حققت له المطلوب، لكن الأمر لم يعجبه، وطلب مني الشيء نفسه. للعلم أنه أمرني بتغيير التخصص، والمثير في الأمر أنه كل عام يتصرف معي على نفس النحو، مما جعلني في كل مرة أخسر العام الدراسي وأسجل في تخصص جديد، والشيء نفسه فعله معي هذه السنة، لكنني قرّرت أن أرفض، فقط تنقصني الجرأة لذلك.
إخواني، سأهرم ولا أزال طالبا في الجامعة، فمتى يرضى عني والدي؟، ومتى أكمل دراستي وأتابع الدراسات العليا؟، وفي أيّ حقبة زمنية أعمل وأتزوج؟، ربما حين أغدو شيخا.. فماذا أفعل وكيف أتصرف معه؟!
