40 شابا مغربيا يحملون جنسيات أوروبية يهددون أمن فرنسا
تكشف وثائق سرية أن مصالح الاستخبارات الفرنسية كانت على علم بوجود أربعين شابا مغربيا يحملون جنسيات أوربية أغلبهم فرنسيون، التحقوا بتنظيم القاعدة بشمال اليمن، منذ سنة 2011، إلا أنها لم تتمكن من التصدي للهجومات التي استهدفت مجلة «شارلي إبدو»، خاصة أن منفذي العملية تلقوا تدريباتهم ضمن تنظيم القاعدة في اليمن، وهم من الأشخاص الذين حذرت منهم السفارة الفرنسية قبل أشهر، كما تجدر الإشارة إلى أن الذي تبنى مسؤولية الهجوم على مجلة شارلي إبدو» هو فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
وتشير وثيقة سرية تحوز «النهار» على نسخة منها إلى أن السفير الفرنسي باليمن أعلم نظيره المغربي بأن فرع تنظيم القاعدة باليمن استقبل حوالي أربعين شابا مغربيا يحملون جنسيات أوربية، لإخضاعهم لتدريبات مكثفة بغية استغلالهم في تنفيذ عمليات إرهابية. وحسب ما جاء في الوثيقة ذاتها التي أرسلت من السفارة المغربية في صنعاء باليمن إلى وزارة الشؤون الخارجية، فإن السفارة تلقت طلبا من السفير الفرنسي بصنعاء «فرانك جيلي» مرفوقا ببيار بوكين السكرتير الأول للسفارة وتيري إيدر القنصل الفرنسي في العاصمة اليمنية صنعاء، بغرض عقد لقاء مع الدبلوماسيين المغاربة لإبلاغهم بالمعلومات التي تتوفر عليها الجهات الأمنية الفرنسية .وجاء في الوثيقة التي أرسلت في جانفي 2014، أن عنصرا من المخابرات الخارجية الفرنسية في السفارة أعلمهم بوصول حوالي أربعين شخصا مغربيا وهم يقيمون في مدينة دماج شمال اليمن، كما أضافت الوثيقة أن المعنيين يحملون جنسيات أوروبية مختلفة خصوصا منها الفرنسية، وحاليا يحلمون بالعودة الى فرنسا نت دون التعرف على هوياتهم. وتوضح الوثيقة أن نفس المصدر بالسفارة الفرنسية حصل على المعلومة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باليمن جمال بن عمر، وذلك خلال لقاء جمعه مع مسؤول مصالح الاستخبارات الخارجية الفرنسية من أجل إفادة مصالح السفارتين للتعاون وإيجاد حل للقضية، وتشير الوثيقة إلى أن السلطات اليمنية اشترطت على السفارات طرد المعنيين الى بلدانهم كونهم أصبحوا يقاتلون إلى جانب تنظيم القاعدة في اليمن ويستهدفون الحوثيين. وتؤكد الوثيقة أن مصالح الإستخبارات الفرنسية والمغربية كانت على علم بوجود شباب فرنسيين يتدربون باليمن في فرع تنظيم القاعدة الذي تبنى، أمس، عملية الهجوم على مجلة «شارلي إبدو»، ويرجّح أن يكون منفذا العملية قد تلقيا تدريبا بفرع التنظيم الإرهابي في اليمن. كما تشير الوثيقة إلى أن المصالح الفرنسية كانت على علم بالتهديدات التي تواجهها فرنسا من خلال هؤلاء الشباب، إلا أنها لم تقم بتجنيد مصالحها لمثل هذه الهجمات التي استهدفت المجلة، بالرغم من كل المعلومات والمعطيات المتوفرة لديها، حيث كانت قادرة على التصدي للهجوم أو على الأقل التقليل من مخاطر هؤلاء.