4 مرضى يموتون يوميا بحثا عن العلاج بالعاصمة
قدر عدد المرضى المتوافدين من الولايات الجنوبية على مستشفيات العاصمة بـ600 حالة يوميا، فيما بلغ عدد المرضى الذين يلقون مصرعهم يوميا بسب طول المسافة وعدم توفر أماكن للعناية بهم في المستشفيات أربع وفيات. وحسبما علمته ”النهار” من مصادر مؤكدة من مديرية المصالح الصحية بوزارة الصحة، تقرر توجيه فرق طبية متعددة التخصصات، من مستشفيات الشمال بالتنسيق مع كبريات المؤسسات الإستشفائية الجامعية والمتخصصة، لتكوين الأطباء في الجنوب والعناية بالحالات الحرجة في المناطق الجنوبية والداخلية، وذلك بالنظر إلى التزايد الرهيب لأعداد المرضى والموتى المتدفقين من باقي ولايات الوطن، وحالات الإكتظاظ الكبيرة التي تشهدها المصالح الإستشفائية بالعاصمة، الذين يقدر عددهم بـ 50 من المائة من مجمل المرضى المتوافدين عليها بشكل يومي. وتحتل تخصصات طب الإنعاش، طب العيون والمسالك البولية المرتبة الأولى من حيث المصالح التي يقصدها مرضى الجنوب في العاصمة، بالإضافة إلى المرضى المصابين بالرجل السكري، الذين تستحيل العناية بهم، لعدم وجود أطباء متخصصين لعلاجهم على مستوى الولايات التي يقطنون فيها، خاصة الجنوبية والواقعة في الهضاب العليا. وفي هذا الشأن، أوضحت ذات المصادر لـ”النهار”، أن أولى الفرق ستتنقل بداية من يوم غد الأحد من المستشفى الجامعي لسيدي بلعباس إلى ولاية بشار، وتتضمن الفرقة 24 طبيبا، مكونة من أستاذين في الطب، قابلتين، 71 أستاذا مساعدا، و4 أعوان شبه طبيين. وعلى الصعيد ذاته، أكدت ذات المصادر، أن كافة ولايات جنوب الوطن معنية بالإجراءات الجديدة، إذ ستتنقل يوم الثلاثاء المقبل، فرقة طبية متخصصة من المؤسسة الاستشفائية بئر طرارية للعناية بمرضى السكري، مشيرة إلى أنه سيتم العمل من أجل التوصل إلى إتفاق مع السلطات الصحية هناك، لتحديد قائمة بالمرضى المعنيين بالنقل إلى المستشفيات بالعاصمة، من أجل الشروع في نقلهم، مع العمل على إخضاعهم للكشف الطبي والمراقبة الصحيّة، فضلا عن تكملة إجراءات جلبهم إلى المستشفيات الجامعية. وفي السّياق ذاته، أوضحت ذات المصادر، أنه تم توجيه أوامر لكافة رؤساء المصالح من أجل تخصيص سريرين على مستوى كل مصلحة، لاستقبال الحالات التي سيتم إجلاؤها، والتي من المنتظر أن يتم التكفل بها على مستوى المستشفيات الجامعية المتخصصة. وعلى صعيد ذي صلة، أشارت مراجع ”النهار”، أنّه سيتم التنسيق مع باقي المستشفيات من أجل الشروع في التكفل بالحالات الحرجة، التي تستلزم علاجا خاصا، وذلك في كل من سيدي بلعباس، البيض، بشار، عين الصفراء وغيرها من الولايات التي تعاني من ضعف التغطية الصحية، وعدم توفر الهياكل الضرورية للعناية بالمرضى.