4 آلاف هكتار تتحوّل إلى رماد.. واتساع رقعة حرائق غابات “عين ميمون” في خنشلة!
إجلاء أزيد من 20 عائلة حاصرتها النيران
ألسنة النيران تجبر عشرات العائلات على الهروب من منازلها والنزوح إلى المدن
لا تزال إلى يوم أمس، حرائق الغابات التي اندلعت وسط الأحراش وأشجار الصنوبر والبلوط والأرز الأطلسي، عبر رقعة واسعة من غابات “عين ميمون” الجبلية الممتدة إلى أعالي جبال “قايس” و”بوحمامة” و”طامزة”، منذ أزيد من ثلاثة أيام، والتي تبقى تزحف بسرعة نحو المداشر والقرى وسكان سفوح جبال هذه المناطق كثيفة الأشجار وسط دائرة غابية صعبة المسالك تزيد عن 100 ألف هكتار، تشكّل هاجسا لدى عموم سكان هذه المناطق، أين أجبرت أزيد من 40 عائلة في مشاتي أعالي جبال “عين ميمون” ذات الغابات الكثيفة، على هجر مساكنها وأكواخها وممتلكاتها، حاملين معهم ما خفّ وزنه من المتاع، فيما تم إجلاء وإنقاذ أزيد من 20 عائلة حاصرتها ألسنة اللهب.
ولليوم الثالث على التوالي، لا تزال رقعة الحرائق، لا سيما وسط غابات منطقة “عين وصفان”، التي تتربع على أزيد من 16 ألف هكتار من أشجار الصنوبر والبلوط الكثيفة، “تلتهم” المزيد من الهكتارات، وتتجه بسرعة بفعل عوامل الرياح وارتفاع درجة الحرارة وانتشار الأحراش وطبقات كثيفة من الأعشاب اليابسة والأوراق، نحو أعالي الجبال والسفوح الآهلة بسكان الأكواخ من عائلات الفلاحين والرعاة، أمام الصعوبة الكبيرة التي يجدها أعوان الحماية المدنية في التوغل بعتادهم وآلياتهم نحو بؤر النيران لمحاصرتها وإخمادها، نتيجة انعدام المسالك الجبلية واستحالة استغلال مياه الآبار الارتوازية في المنطقة بسبب انقطاع التيار الكهربائي كليا، مما جعلها جزئيا، وإلى حد الساعات الأولى من صباح أمس، في حكم الخارجة عن السيطرة، أين تنقل والي الولاية مرفوقا بالسلطات الأمنية والإدارية المحلية للوقوف عند حجم هذه الكارثة البيئية، وأعلن عن تشكيل خلية أزمة من أجل متابعة الوضع، مع إمكانية رفع نداء التدخل بوسائل إخماد أكثر تطورا من السلطات العليا في البلاد تحسبا لانتقال الحرائق إلى غابات “بوحمامة”.
السكان بكثير من الامتعاض وعميق التأثر وشديد الغضب، طالبوا من السلطات المعنية في الولاية، التدخل العاجل لحمايتهم وحماية ممتلكاتهم من تلك الحرائق التي لا تزال تتسّع دائرتها يوما بعد يوم، وسط صمت مطبق من قبل الجهات المعنية والنقص الكبير في عتاد وأفراد مصالح الغابات والحماية المدنية، التي لا تزال بدورها عاجزة عن مواجهة الكارثة والحدّ من سرعة تقدم الحرائق في جميع الاتجاهات، على الرغم من الجهد المبذول، وتعزيز فرق ووحدات الحماية المدنية المحلية بالرتل المتنقل من ولاية أم البواقي، وتدخل المئات من المواطنين عبر تراب ولاية خنشلة للمساعدة بصهاريج المياه والمواد الغذائية، والوقوف جنبا إلى جنب مع أفراد الحماية المدنية ومصالح الغابات في سباق مع الزمن لتطويق الحرائق المنتشرة عبر دائرة غابات منطقة “عين ميمون”، قبل اتساع رقعتها تحسبا لتوغلها نحو غابات دائرة “بوحمامة”، التي تضم وحدها أزيد من 200 ألف هكتار.
هذا وقد أتت هذه الحرائق المفتعلة على أزيد من 20 بستانا من أشجار التفاح والزيتون في مرحلة أولى.