3 أعوان حماية مدنية وممرّض متهمون بتهريب “الحراڤة” عبر “قوارب الموت”!
بعد اختفاء قارب يحمل 18 شخصا في عرض البحر خرج من سواحل وهران
محادثة عبر “الماسنجر” بين ناجٍ أنقذته مروحية إسبانية مع قريب أحد المفقودين كشفت المستور
حقّقت مصالح الشرطة القضائية في المقاطعة الشرقية بالعاصمة، في ملف ثقيل يتعلق بمنظّمي الرحلات السرية عبر “قوارب الموت”، والتي تمت فيها متابعة 4 أشخاص يعملون في سلك الحماية المدنية، ثلاثة منهم موجودون رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية في الحراش، والرابع مستفيد من إجراءات الاستدعاء المباشر، يعمل ممرضا في مستشفى عمومي، بعدما وجهت لهم محكمة “الدار البيضاء” الاتهام بتنظيم رحلة “حرڤة” انطلقت بقارب من مدينة وهران باتجاه إسبانيا، كان على متنها 18 شخصا، أغلبهم من مدينة الحراش في العاصمة وتابعتهم بتهمة تهريب المهاجرين.
تفجير القضية جاء بشكوى تقدم بها شخص يدعى “ح.محمد” أمام مصالح الفرقة الجنائية لأمن المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية في “الدار البيضاء”، بخصوص اختفاء شقيقه المدعو “فريد”، وذلك منذ تاريخ 21 أوت 2020، وأنه يشتبه في أن يكون هذا الأخير قد ركب “قوارب الموت”، وعليه، باشرت ذات المصالح تحرياتها في الملف، خاصة بعد ظهور أهالي ضحايا اختفاء آخرين، هؤلاء الذين تمكن واحد منهم من التواصل مع شخص كان برفقة المفقودين عبر تطبيق “الماسنجر” على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، هذا الأخير الذي كشف بأن شقيقه كان برفقته على متن القارب الذي خرج من وهران، وأنه نجا بعد إنقاذه من طرف مروحية إسبانية، وأنه حاليا متواجد في إسبانيا ويجهل ما وقع مع البقية، سوى أن اثنين آخرين تم إنقاذهما من قبل باخرة إيطالية، وأنهم إن أرادوا الاستفسار، فعليهم الاتصال بشخص يدعى “حمزة”، وهو عون حماية مدنية من العاصمة.
هذا وقد تم الاعتماد على المعلومات الأولية في الوصول إلى هذا الأخير، الذي فنّد أيّ علاقة له مع تنظيم الرحلات السرية، مؤكدا بأن كل ما حصل أنه توسّط لبعض المفقودين لاسترجاع أموالهم من بعض المغامرين في وهران، بعدما استعان ببعض زملائه في الحماية المدنية المقيمين هناك حين التقاهم صدفة في حفل زفاف بعد تعرضهم للنصب، بعدما دفعوا أموالا لترحيلهم سرا وسلبهم أموالهم من دون تمكينهم من ذلك، نافيا أي علاقة تربطه بمثل هذا النوع من الرحلات.
من جهتهم، أنكر باقي المتهمين كل ما نسب إليهم في الملف، كونهم لا يعرفون حتى المفقودين ضحايا “قارب الموت” ولا مصيرهم.