3 ملايين حقنة ''غير معقمة'' معرّضة للتلف والمستشفيات ''تحتضر''
توجد أكثر من ثلاثة ملايين حقنة ”غير معقمة” ذات الاستعمال الموسع من فئة 5 ملل، عرضة لـ”التلف”، بمستودعات مخازن الشركة الصناعية الطبية الجراحية ”إييامسي”، التي من المنتظر أن تتوقف عن إنتاج الحقن في غضون العشرة أيام القادمة، بعد تعذر تسويقها لنفاذ غاز أكسيد”الإيتيلان”، ما سيحيل 500 عامل على البطالة، 09 بالمائة من العنصر النسوي.وتعتبر الشركة الصناعية الطبية الجراحية واحدة من بين أربعة مصانع لإنتاج الحقن ذات الاستعمال الواسع ”العضلية ”و” الوريدية”، على غرار مصنع ”صوفارم” بولاية عنابة، و”سي إي سي”، و” أمولا”، التي توقفت عن إنتاج هذه المادة بعد تعذر تعقيم الحقن والقفازات المستعملة في الجراحة، نظرا لتوقف المصنع الوحيد الألماني ”ليند غاز” في الجزائر عن إنتاج مادة الغاز”الضرورية” لتعقيم الحقن والقفازات الجراحية لأسباب تبقى مجهولة، منذ أكثر من أربعة أشهر، مما نجم عنه ندرة حادة في الحقن على مستوى المصالح الإستشفائية والصيدلية المركزية.تمكنت”النهار” أمس من دخول مخزن الشركة الصناعية الطبية الجراحية”إيامسي”، الكائن مقرها بالمنطقة الصناعية للرويبة، ووقفت على حقيقةتواجد أكثر من ثلاثة ملايين حقنة ذات الاستعمال الواسع من فئة 5 ملل، بعد تعذر تسويقها لانعدام غاز أكسيد ”الإيتيلان” المستعمل في تعقيمها، في وقت تتخبط فيه كافة المصالح الإستشفائية في مشكل الندرة.وتتواجد حوالي أربعة ملايين حقنة مخزنة داخل المستودع الرئيسي لأكبر شركة منتجة لها على المستوى الوطني، منذ أكثر من أربعة أشهر، وهو الوضع الذي وقفنا عليه، في حين بقيت كمية كبيرة منها موضوعة خارج المستودع نظرا للعدد الهائل من العلب التي كانت مخزنة داخل المستودع، وهو ما أكده لنا مدير التسويق بشطارزي فارس، الذي كشف أن مؤسسة ”إييامسي” راسلت وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السابق جمال ولد عباس والوزير الأول السابق أحمد أويحيى منذ أكثر من ثلاثة سنوات، للتبليغ عن النقص الفادح في غاز أكسيد”الإيتيلان”، المستعمل في تعقيم الحقن والذي تنتجه الشركة الألمانية” ليند غاز”، التي كانت سابقا تمتلكها الدولة تحت اسم” الشركة الوطنية للغازات الصناعية” المنحلة منذ أربع سنوات. وأضاف مدير التسويق الذي كان متواجدا بالمخزن، أن الشركة راسلت مرة أخرى الوزير الجديد عبد العزيز زياري بعد توقف الشركة الألمانية عن تموين السوق بالغاز المستعمل لأسباب ”تبقى مجهولة”، منذ شهر ديسمبر الفارط، لكن الوزارة لم ترد إلى غاية اليوم، حتى أنها لم توفد لجنة للتحقيق والوقوف على الوضع واكتفت بالوعود”الشفهية”.وستضطر الشركة لتسريح أزيد من 500 عامل خلال العشرة أيام المقبلة، إذا بعد نفاد ما تبقى من غاز ”الإيتيلان”، وضعت وزارتا الصحة والصناعة صمامات الأذن، ولم تتحرك من أجل توفير غاز”الإيتيلان”، سواء عن طريق إلزام مصنع” ليند غاز” بإعادة التشغيل وإنتاجها، أو اللجوء إلى الاستيراد قبل تلف ملايين الحقن المخزنة.وكذّب المتحدث الأخبار التي تم تداولها بشأن تسبب احتراق مصنع إنتاج الحقن في الندرة الحادة، وقال إن المنتوج متوفر داخل مخازن المنتجين، الذين أطلقوا صفارات الإنذار بعد توقف الشركة الوحيدة الألمانية” ليند غاز”، عن تموينهم بغاز أكسيد” الإيتيلان” المستعمل في تعقيمها، منذ شهر دسيمبر الفارط.