1700 مــلــيــار لاسـتــيراد لحــم هــنـــدي قـــاتــل

    اللحوم الهندية القاتلة تحتوي على ميكروب «السيلفيت» - الشركة المكلفة بإعداد الذبائح المستوردة للجزائريون مختصة أيضا في تصدير لحم الخنزير

 كشفت تقارير رسمية تضمنت معاينات أجراها معهد باستور وعدد من المخابر الخاصة في الجزائر، عن خطر الموت جراء استهلاك لحم «الجاموس الهندي»، الذي لا تزال السلطات الجزائرية تستورده، رغم التحذيرات الطبية التي تؤكد وجود خطورة على صحة الإنسان من استهلاكه، فضلا عن تحذير رجال الدين من أن يكون هذا اللحم المستورد مذبوحا بطريقة غير شرعية، حيث تم تسليم هذه التقارير لوزارة الفلاحة من دون أن تحرك ساكنا. وحسب الوثائق الرسمية التي تحوز «النهار» نسخة منها والتي تضم تحاليل أجريت على عينات مختلفة من اللحم المستورد من الهند، و تم انتقاؤها بطريقة عشوائية من الحاويات التي تقل هذا اللحم، فإنه تبين بأن هذا اللحم الذي يتم جلبه وبيعه على أنه «لحم بقر» هو «لحم جاموس»، بالإضافة إلى أنه يحتوي على ميكروب قاتل يدعى «السيلفيت» يخترق جميع مكونات هذا اللحم، والذي تختلف نسبته من جاموس إلى أخر، حيث أظهرت نتائج التحاليل بأن تناول هذا اللحم يسبب خطر الموت حسب درجة الميكروب الذي يحتوي عليه كل جاموس. وحسب ذات التقارير فإن شحنات اللحوم المستوردة التي يتم جلبها من البرازيل، والتي تحوي هي الأخرى جواميس بدل لحوم البقر، تحوي ميكروبات أخرى تبين أنها تأتي جراء سوء النظافة، وهو ما سهّل في سرعة انتقال الفيروسات، خاصة إذا علم أن الإجراءات الخاصة بالعملية هناك لا تتم وفق تدابير النظافة المعمول بها. وتكشف التقارير التي وصلت مكتب وزير الفلاحة الحالي، في أفريل الماضي، والتي تحوز «النهار» على نسخة منها، عن حيثيات رفع الستار عن «فضيحة اللحم الهندي»، حيث أوضحت رسالة مستوردي هذه اللحوم المجمدة، أن معهد باستور بيّن وجود ميكروبات وجراثيم وكذا فضلات العمال في المذابح الهندية التي نقلوها في اللحوم، مشيرا إلى أنه تم أخد عينة واحدة من صندوق فيه 20 كلغ من اللحم، والذي تم اكتشاف فيه 4 أنواع من الجراثيم، أين يضيف تقرير ثاني، أن بداية كشف هذه الفضيحة كان عندما تم ضبط شحنة من اللحوم الهندية المصابة بديدان «الساركوسيس» الذي استودرته إحدى الشركات الجزائرية، كما أن خبر إصابة اللحم الهندي بفيروس «السيكوسيت» والذي انتشر في الهند، أكدته الدولة المنتجة، مرفقا ببيان تقول فيه إنه لا يتسبب في قتل المستهلك، مما اضطر معظم الدول التي كانت تسورد هذا النوع من اللحوم إلى مقاطعتها. وتبرز التحاليل التي قامت بها مخابر محلية، وجود ميكروبات بيولوجية داخل هذا اللحم الهندي «الجاموس»، تتسبب في صداع أولي يتطور إلى إصابة خلايا الجسم بعدة اضطربات خطيرة، كما يتسبب في الإصابة بالحساسية أين تظهر بقع على الجلد بعد ذلك.

أكثر من 1700 مليار تسددها الجزائر لاستيراد لحوم قاتلة

وبالعودة إلى التكاليف المالية التي تخصصها الجزائر لاستيراد لحم «الجاموس» الهندي، فإن الفاتورة وصلت إلى أكثر من 170 مليون دولار، أي ما يعادل 1700 مليار بالعملة الجزائرية، وهو رقم يكفي لخلق ثروة حيوانية كبيرة في غضون سنة واحدة فقط، مما يطرح التساؤل حول سبب اللجوء إلى استيراد اللحوم من الهند رغم الخطورة الصحية التي تنتج عنها.

وزير الفلاحة لا يرد

من جهتها، حاولت «النهار» الاتصال بوزير الفلاحة، عبد الوهاب نوري، لمعرفة رأيه بخصوص التقارير التي تم رفعها بشأن اللحوم الهندية والبرازيلية المستوردة، وتأكيدها على أن استهلاكه يهدد حياة الجزائريين، إلا أنه رفض الرد والتعليق على القضية.