12 حالة حمل وهمي لنساء بسبب تيزانة سحرية لمشعوذ محتال
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
سجلت عيادة التوليد صبيحي تسعديت والتابعة للمستشفى الجامعي بتيزي وزو، 12 حالة ”حمل وهمي” لنساء من مختلف الأعمار، حوّلت جميعهن إلى مصلحة الطب الداخلي من أجل إخراج الغازات التي تسببت فيها خلطة أعشاب طبيعية.
هن نساء قطعن الأمل في الإنجاب؛ منهن من دخلن عتبة الأربعين وذقن ذرعا من زيارة مختلف الأطباء على أمل إيجاد خيط رفيع يوصلهن إلى مبتغاهن المنتظر منذ أمد بعيد؛ وهو الإنجاب وتحقيق حلم الأمومة، حيث تعرّضن للنصب والإحتيال من قبل مشعوذ احترف الكذب واستغلّ سذاجة الناس وجهلهم.
الحاج أحمد.. خلطات سحرية وقدرات خارقة
الحاج أحمد هو كهل في الأربعين، أخذ من الشعوذة مهنة له ليحتال بكل الطرق على كل من تزوره، ففي حالة ”تعطيلة الزواج” كما هو معروف في المجتمع الجزائري، يستغل السحر لإيهامهن بأنه سيجد لهن عريسا في لمح البصر، كما يوهم أخريات بأنهن مسحورات وله القدرة على إبطال فعل السحر. كل هذه الخرافات، الشعوذة والطرق في النصب والإحتيال معروفة عند العام والخاص، إلا أن ما كشفت عنه حيل الشيخ أحمد، لا يتصوّره العقل؛ إذ وصل به الأمر إلى درجة الإدعاء أنه يمكن أن يشفي من استحال عليهن الإنجاب، حيث يكفي لهذا تناول خلطة أعشاب طبيعية أو ما يعرف بـ”التيزانا” من أجل حدوث الحمل، لكن مع تحذير مريضاته من زيارة الطبيب إلى غاية بلوغ شهرهن السادس، إلى جانب تهديدهن بعدم زيارة الطبيب أو القيام بموجات فوق صوتية ”échographie”، وإن حدث ذلك فإنه سيصله الخبر بفعل قدرته الخارقة وسيسقط الجنين.
وبفعل هذه الخلطة السحرية التي تأخذها المريضة مرتين يوميا، تمر هذه الأخيرة عبر مختلف أعراض الحمل بداية من انقطاع الدورة الشهرية، الضعف والهوان، آلام الظهر، الغثيان والقيء ووصولا إلى الوحم والشهوة وكذا انتفاخ البطن، حيث يفرض ”الشيخ أحمد” عليهن زيارة شهرية يدفعن فيها 15 ألف دينار، إضافة إلى ثمن ”التيزانا” الذي يقدر بـ4 آلاف دينار جزائري للكمية الواحدة.
تدليك خاص ومرهم مجهول المكونات
وإلى جانب هذا، يقوم الشيخ أحمد بعمليات التدليك التي كانت تمارسها جداتنا في الماضي وهذا من أجل علاج النساء صاحبات الرحم المقلوب وهي حالة طبيعية منذ الولادة، إذ تعد هذه الأخيرة عاقر في نظر الطب الحديث.
وقد فتح الشيخ أحمد في عيادته بمنطقة ”باستوس” بتيزي راشد، فضاء للتدليك تقوم به نسوة يشتغلن معه، باستعمال مرهم طبيعي يحضره شخصيا ويجهل نوع مكوناته في محاولة منه إلى إنجاح تجاربه وإثبات فعاليتها، إذ يتداول أنه يخلط منيه الخاص، كما تحاول العاملات عنده من خلال التدليك إرجاع الرحم إلى مكانه لكي يحدث الحمل وما يعد بغير المؤكد مائة بالمائة حسب الأخصائيين والأطباء، إذ يمكن فقدان الجنين، إما في المراحل الأولى من الحمل أو مع اقتراب موعد الولادة، خاصة مع بدء عودة الرحم إلى طبيعته.
حمل وهمي بعشرين مليون سنتيم
مع بدء مختلف أعراض وعلامات الحمل المزيّف، وبحلول الشهر السادس، تذهب ”المرأة الحامل” -بتيزانة الشيخ أحمد- من أجل التشخيص، خاصة مع تعرضها لضيق حاد في التنفس وكذا آلام على مستوى القلب، يفسره الأطباء بعد التشخيص بأنه طبيعي راجع إلى انتفاخ القولون والأمعاء ما يؤثر على الجهاز التنفسي والهضمي، لكن بعد القيام بالأشعة والموجات فوق الصوتية، يكتشف الطبيب أن الإنتفاخ سببه الغازات المتراكمة في البطن والتي تظهر في شكل صورة غير واضحة وليست جنينا، لتحول المريضة إلى قسم الطب الداخلي أين يتم تخليصها من الغازات المتراكمة منذ شهور.
ومن بين هاته الحالات التي تلقتها عيادة التوليد صبيحي تسعديت، هناك من بلغت شهرها التاسع وتنقلت إلى العيادة لوضع حملها، لتكتشف في الأخير أن فترة حملها التي قضتها وهنا على وهن لم تكن سوى حملا وهميا وكاذبا، بعدما دفعت أكثر من 180 ألف دينار كمصاريف للعلاج الذي يعد هو الآخر مزيّفا.
ومن جهتها أفادت مصالح أمن الولاية، في اتصال بـ” النهار”، أنها لم تتلق أية شكاوى ضد هذا المشعوذ، فيما أكدت مصادرنا أن هذا الأخير غادر ولاية تيزي وزو بعد اكتشاف أمره بخضوع النساء للتشخيص الطبي وانتشار الخبر بالمنطقة.
إدارة العيادة تؤكّد
أكدت رئيسة مصلحة توليد النساء بعيادة صبحي تسعديت، أن العيادة قد تلقت حالات عديدة لحمل كاذب خلال الأيام الماضية، أين قام المختصون بإجراء مختلف الفحوصات اللازمة. كما أوضحت ذات المتحدثة في لقاء بـ”النهار”، أن مختلف الحالات المسجلة، قد تنقلت للفحص مع اقتراب موعد الولادة، لتكتشف في الأخير أن ما مرت به كان مجرد انتفاخ في البطن بسبب تراكم الغازات، الأمر الذي لم تستوعبه النساء اللواتي لطالما حلمنا بالإنجاب، حيث تم تسجيل حالات من الإغماء والهستيريا إلى جانب انهيارات عصبية.
وقد راحت محدثتنا تسرد لنا تفاصيل حالة امرأة في الأربعينيات من العمر والتي انتفخ بطنها بالفعل بعد تداويها بتيزانة الشيخ أحمد، إلى حين بلوغها تسعة أشهر موعد الإنجاب، أين تنقلت إلى عيادة صبيحي تسعديت وأجريت لها الفحوص اللازمة لتتفاجأ بغياب الجنين الذي طالما أحسّت به لمدة 9 أشهر كاملة، لتصاب فيما بعد بانهيار عصبي امتنعت إثره عن الأكل والشرب.