10 سنوات سجنا نافذا لراقٍ بتهمة قتل امرأة بالخطأ في “أحمر العين”
جلسة رقية تحوّلت إلى جريمة قتل تورّط فيها زوج الضحية وشقيقتها
الضحية عُثر في جثتها على آثار كسور في الصدر ورضوض في البطن وتمزّق في الكبد!
عالجت محكمة الجنايات في مجلس قضاء عين الدفلى، جناية الضرب والجرح العمديين المفضيين إلى وفاة من دون قصد إحداثها، تورط فيها زوج الضحية وشقيقتها وراقٍ يبلغ 40 سنة من العمر، ينحدر من منطقة “أحمر العين”، على خلفية اتهامهم بتعنيفها أثناء خضوعها لجلسة رقية.
تعود تفاصيل القضية - حسب ما استقيناه من جلسة المحاكمة – إلى الشكوى التي قيدتها المصلحة الاستشفائية التي تم نقل إليها الضحية، مفادها أنها هذه الأخيرة توفيت في ظروف غامضة، والخبرة الطبية أثبتت أنه يوجد كسر على مستوى الصدر وكسور في الجهة الأمامية وتمزق على مستوى الكبد ورضوض في البطن، والوفاة كانت عنيفة، وعلى أساس هذه الشكوى، تحركت المصالح المختصة وتم فتح تحقيق معمق في القضية وسماع جميع الأطراف المعنية في القضية، حيث تم توجيه أصابع الاتهام إلى زوج الضحية وشقيقتها والراقي، وهو المتهم الرئيسي في القضية، كونهم كانوا معها ليلة الوقائع.
وخلال مثولهم في جلسة المحاكمة، صرحت شقيقة المرحومة أنها تنقلت إلى منزل أختها من أجل قضاء عطلة في منطقة “حمام ريغة”، وذلك بعد إلحاح كبير من طرف الضحية، وفي يوم الوقائع، أحست شقيقتها بصداع وألم في بطنها.
وحسب أقوالها، طلبت منها ومن ابنتها أن يتصلا بالراقي من أجل رقيتها كونها كانت تتحسن في كل جلسة، وعند قدوم الراقي، قام برقيتها، ثم صرحت أن شقيقتها تأثرت كثيرا بالرقية وزاد ألم بطنها، فطلب منها الراقي وضع رجلها ببطء في بطن المرحومة من أجل تدليكها وتخفيف عليها حدة الألم، مشيرة إلى أنها من المستحيل أن تقوم بقتل أختها الكبرى، وأن طريقة تدليكها لها برجلها كانت جد خفيفة، وهذا ليس سببا يؤدي إلى وفاتها، وهي نفس الأقوال التي جاءت على لسان زوج الضحية، وأكد أنه عند رؤية زوجته في حالة هيجان بسبب سماع القرآن، قام بمسك رأسها بالأيدي والأرجل لكي لاتؤذي نفسها.
من جهته، صرح المتهم الرئيسي “الراقي” للقاضي، أن مهنته الأصلية هي صناعة الجبس، مضيفا أنه تعلم الرقية من أب زوجته كونه إمام مسجد، وبدأ في رقية الناس من أجل فعل الخير ومن دون مقابل، وأكد أنه في يوم الوقائع، اتصلت به الضحية بنفسها وطلبت منه الحضور فورا، لكنه رفض ذلك بسبب انشغاله بأمور أخرى، لكنها عاودت الاتصال بزوجته وتوسلت إليها لكي تقنعه بالحضور، فانتقل إلى منزلها العائلي وقام برقيتها رفقة زوجها وشقيقتها وابنتها الصغرى، ولاحظ أنها ليست بخير وتعاني من آلام في بطنها، مضيفا أنه عند تلاوته لآيات خاصة بالسحر المأكول، تتأزم حالتها، فطلب من زوجها مسك يديها ورأسها كي لا تضربه بشيء صلب، وطلب من شقيقتها تدليكها برفق برجلها في بطنها لأن قامتها قصيرة ولا تستطيع الإنحاء كثيرا، وبعد مدة زمنية ارتاحت الضحية، فغادر المكان، ليتفاجأ بعد مغادرته باتصال من زوجها يخبره أنها توفيت، ملتمسا في الأخير إفادته بالبراءة كونه لا يتعامل مع هذه الحالات بأدوات معينة ويستنكر بشدة الرقاة الذين يتعاملون بمس مرضاهم أو بالعنف، مؤكدا أنه تحدث أمور في الرقية ليس لها تفسير علمي أو طبي.
واستنادا لما تقدم من معطيات، التمس ممثل الحق العام ضدهم تسليط عقوبة عشر سنوات سجنا نافذا، وبعد المداولة القانونية، تمت إدانة الراقي بعشر سنوات سجنا نافذا وزوج الضحية بثلاث سنوات حبسا نافذا، أما شقيقتها فتمت إدانتها بعقوبة ثلاث سنوات حبسا موقوف التنفيذ.