سكان ''البرارك'': ''نهار تطيح الشّتا.. الشّدة في ربي''
حالة من الهلع والخوف تعيشها العائلات القاطنة في البيوت القصديرية جراء التهاطل الغزير للأمطار، التي لم تتوقف طيلة 24 ساعة الأخيرة، ما تسبب في انهيار أسقف بعض البنايات الهشة ودخول المياه والجرذان التي وجدت ضالتها، وهذا في ظل غياب الجماعات المحلية التي رغم الوعود التي كانت تطلقها في كل مرة وآخرها أثناء الانتخابات المحلية الماضية، إلا أنها أبانت ”عن ضعفها وعدم وقوفها إلى جانب المواطن البسيط”، مساهمة بذلك في زيادة هوة سياسة البريكولاج لسكان البيوت القصديرية.بيوت على ضفاف الوديان، وأخرى بعيدة عن مركز البلدية، غياب قنوات الصرف الصحي وهشاشة ”التارنتيت” الذي يكسو بناياتهم، هذه أبرز المشاكل التي تعيق حياتهم، فقد أضحت مياه الأمطار تشكل هاجسا كبيرا لسكان القصدير شتاء، حيث اقتربت ”النهار” من بعض البيوت القصديرية في العاصمة لترصد معاناة هؤلاء الذين يعيشون في سكنات أرهقتهم، وضاع صغر أغلبهم فيها، دون أن ترقى حياتهم للأفضل.
سكان حي البدر.. ليلة تساقط المطر ”ما نرقدوش”
”واش ديرنا في حياتنا حتى نجازى هكذا، إلى متى ستستمر معاناتنا، كل عام يصيرنا هكذا واش هذا التمرميمدة، خلاص كرهنا”، وباللجهة العامية العاصمية استقبلنا سكان حي البدر القصديري الواقع على مستوى المقرية.خالتي زليخة، كانت في الاستقبال لتفصح لنا عن معاناتها مع السكن في القصدير، حيث أنها لا تنام الليل في فصل الشتاء، فالعمل الوحيد الذي تمارسه شتاء هو التشمير على ساعديها في إخراج مياه الأمطار من منزلها المبني بالصفيح، الذي أكله الدهر وأصبحت الثقوب تغزوه والحجارة تحمي أسقفه وأية أسقف، الرجال، النسوة والأطفال على حد سواء معنيون بعواقب الأمطار الغزيرة في الحي، الذي يصبح عبارة عن برك ومطبات، حيث أكدوا معاناتهم وصعوبة إخراج المياه، نظرا لغياب قنوات الصرف الصحي التي تزيد الأمر تعقيدا وتحوّل الحي إلى شبه مسبح تلعب فيه الضفادع.
زوجان مكفوفان يسهران الليل لمنع غرق ”براكتهم” في باش جراح
”بركات عيينا ما كاش شكون يوقف معانا” حالة زوجين مكفوفين لم يقدرا على إخراج المياه التي دخلت إلى بيتهما إلا بمساعدة الجيران، وفي الليل الكارثة تكون نتيجة الانقطاعات المتكررة للكهرباء في الشتاء فحياة البؤس والشقاء تتحملها أزيد من 200 عائلة تسكن بحي النخيل القصديري بباش جراح بقلب العاصمة، الأمر الذي كلفهم تكبد مشقة البحث عن الشموع والصعود إلى الأسقف للبريكولاج فقط، ووضعية الطرقات المهترئة وغياب قنوات الصرف الصحي، ما يجعل الطرق في وضعية يرثى لها، لا سيما في فصل الشتاء، نتيجة تسرب المياه وتحول الحي إلى برك من المياه القذرة، والناس تشمر لإخراج المياه ولبس الأحذية البلاستيكية.
سكان حي القرية الفلاحية بزرالدة.. ”رايح الواد يدينا كاش نهار”
”نخافو نغمضو عينينا، غير الواد ليدينا كاش نهار، غير الأحذية البلاستيكية اللي تسلك في الغرقة”، حياة سكان حي قصديري آخر بالقرية الفلاحية الواقع ضمن إقليم بلدية زرالدة، فالوادي القريب منه قد يجرف مئات البيوت القريبة منهم ببعض الأمتار في حال فيضانه، ”وما علينا غير نصبروا”، هي الكلمة التي يتمسك بها سكان هذا الحي، اليد قصيرة والعين بصيرة وهذا ما نملك لو كان نملك سكن آخر ما شي رانا هنا، هي الجملة التي يردّدها أغلب سكان القصدير، في حين أملهم كبير من انتشالهم من مياه الأمطار ولن يحدث هذا إلا بتدخل المسؤولين.