''مانوفر'' بالبكالوريا و''شوفور'' يتحدّث الإنجليزية''!
هناك مندسّون لديهم أهداف خفية بيننا.. لكن مليونية 14 مارس ستكون سلمية
”أنقذونا من شبح البطالة”.. ”ما راناش عايشين رانا حيين”!.. ”إرهاب البيروقراطية عدوّنا الأوّل” هذه هي الشعارات التي رفعها شباب ورڤلة الذين استغلوا فرصة زيارة ”النهار” للمنطقة كي يُسمعوا صرخاتهم للمسؤولين الذين ”ما يحسوش بينا”، حيث انتقدوا المسؤولين الذين تمادوا في تهميشهم والمؤسسات التي تحرمهم من مناصب العمل المحترمة، وتشترط على مساعد البناء أن يحوز على شهادة الباكالوريا، وأن يتقن سائق السيارة اللغة الانجليزية!.لم تكن تحركات الحكومة في اتجاه حلّ مُشكل شباب الجنوب، من خلال الأوامر التي أبرقتها للولاة والداعية لفتح أبواب الحوار مع الشباب البطال، وكذا تنحية المدير الولائي للوكالة الوطنية لتشغيل الشباب بورڤلة، كافية لامتصاص غضب البطالين، فعند انتقالنا إلى مقر وكالة التشغيل صباح أمس، وقفنا على حالة الشباب العاطل عن العمل والذين اصطفوا أمام أبواب موصدة في وُجوههم، ولدى حديثنا إليهم، كشفوا عن جملة من المطالب التي وصفوها بالمشروعة، خاصّة ما تعلق منها بالتوظيف، الذي يتم اليوم، حسبهم، على أساس معايير لا علاقة لها بالكفاءة، وإنما تبنى على المحسوبية التي يعتبرونها عدوّهم الأول.وفي هذا الإطار، قال الشاب ”حسيني.ت” صاحب 33 سنة، متزوج وأب لفتاة، أنه يتساءل عن مصير أكثر من 5 طلبات دفعها منذ سنة 9002، مرفقة بكل الوثائق المطلوبة على مستوى وكالة تشغيل الشباب، دون أن يلقى ردا، وقال إن ذلك راجع إلى ”المعريفة التي تنخر الإدارات الجزائرية، والتي تقف حجر عثرة في وجه طموحات الشاب الجزائري.
”باشوليي” برتبة ”مانوفر” و”شوفور” يتكلم الإنجليزية
وأكد الشباب الذين التقيناهم في ولاية ورڤلة، والتي تشهد نسبة عالية من البطالة، أنّ المؤسسات الموزعة على مناطق الجنوب تضع شروطا تعجيزية في وجه طالبي العمل من سُكّان المنطقة، كما يقول شاب حاصل على شهادة سائق، ولكن جميع الأبواب أغلقت في وجهه، فقط لأنه ابن المنطقة، وعقّب على ذلك بالقول ”خبز الدار ياكلو البراني”، متسائلا في الوقت نفسه عن سبب اشتراط اتقان اللغة الإنجليزية للعمل كسائق بسيط!، فيما تدخل شاب آخر أكد أن بعض المؤسسات وللتخلص من إلحاحات طالبي العمل، تشترط مستوى ثالثة ثانوي أو حتى شهادة الباكالوريا لتوظيف مساعدي البنائين ”مانوفري”، أما أصحاب الشهادات العليا فهم أيضا لم ينالوا ما يستحقون من إمكانية العمل في مناصب محترمة، حيث تساءل شاب:”لماذا أدرس وأتخرج بشهادة جامعية إن لم يكن لها أيّ قيمة في بلادي؟”، وصرحوا أنّ ملف التشغيل يمكن أن يحل في يوم واحد، إذا توفرت الإرادة السياسية، حيث اعتبروا أن مؤسسة سوناطراك لوحدها قادرة على توظيف جميع بطالي ولاية ورڤلة الذين يقدّر عددهم بحوالي 3 آلاف شاب.
بطالون: ”الشركات الخاصة تستعبدنا”!
وتحدث شاب آخر حاصل على شهادة ليسانس في المحروقات، تخرج منذ سنة، وهو يشغل منصب: ”سنة أولى شوارع” كما وصف وضعه، حيث لم يجد عملا، وقال إن الوكالة الوطنية للتشغيل هي المسؤولة الأولى عن الحالة التي يعاني منها أغلب شباب المنطقة وسكان الجنوب عموما من أبناء ”الزواولة” الذين ليس لديهم ”الكتاف” والتي تمكنهم من احتلال منصب محترم في إحدى شركات ”الدولة”، التي قال إنها صارت حكرا على طبقة معينة من الناس، قادمون في معظمهم من ولايات أخرى.نفس النقطة تحدث عنها شاب آخر كان بصدد طرق باب الوكالة المقفل قبل أن يلاحظ وجودنا، واتهم المسؤولين المحليين بكونهم وراء كل المشاكل التي يتخبط فيها الشباب، وخاصة ما تعلق منها بانعدام التنمية وارتفاع نسبة البطالة، كما قال إن المؤسسات الخاصّة تحتفظ بالمناصب المحترمة لفئة معينة من الناس، وتترك لأبناء الجنوب ”الأعمال الشاقة”وتدفع مقابلها أجورا زهيدة، وشبه الوضع بـ”الاستعباد”.ويعترض بطالو ورڤلة الذين يعتبرون نبذة عن البطالين في الجنوب مشكل الخبرة، الذي يقولون أنه ذريعة أخرى يستعملها بعض المسؤولون لإزاحة شباب المنطقة من مناصب العمل المحترمة، وتمكين ”أصحاب المعريفة” منها، وعبروا عن رفضهم لهذه ”السياسة الإقصائية” عبر شعار: ”امنحونا فرصة لنحصل على الخبرة”.
المليونية سلمية والبطالون واعون
ووجه الشباب نداء إلى الحكومة يدعونها لإنصافهم، متأسفين من تصريحات بعض المسؤولين الذين وصفوهم بـ”الشرذمة”.حول ما أطلق عليه ”المسيرة المليونية” التي ينتظر أن تصادف 14 من شهر مارس المقبل، قال المتحدثون إنها ستكون سلمية، رافضين أن يوصفوا بـ”المشاغبين”، مشددين أنهم يحملون مطالب ”مشروعة”، وأشار نائب ممثل البطالين بولاية ورڤلة خلال حديثه إلينا، أن المسيرة التي نظمت آخر مرة وكانت متجهة إلى مدينة حاسي مسعود لم تعرف أي تجاوز أو أحداث عنف، مفسرا ذلك بكون الشباب البطال الذي ينادي بمطالبه على وعي تام بحقوقه، وأن أغلبه مثقف وحامل لشهادات عالية. ونفى ممثل البطالين بورڤلة، فيصل داوي، أن تكون لتحركات البطالين خلفيات سياسية أو أهداف خارجة عن دائرة المطالبة بالحقوق ”المشروعة”، كما قال إنه ليس من دعاة الانفصال، وأن هذه الحجة ليست إلا ”هروبا إلى الأمام” من طرف المسؤولين المحليين غير القادرين على حل مشاكل واقعية يتخبط فيها الآلاف من الشباب”، كما لم ينف المتحدث وجود مندسين، قال إنهم يمثلون فئة معينة، ولهم مآرب غير بريئة.وقال المتحدث، إن من حق الشباب المطالبة بحقهم في ”الريع” كون ”الأقربون أولى بالمعروف”، ولخص مطالب الشباب في ثلاثة نقاط رئيسية أولها الحق في العمل ومنحهم الأولوية خاصة في مؤسسات الجنوب، والانطلاق في المشاريع التنموية التي من شأنها أن تخرج المنطقة من عُزلتها، وتفتح مناصب شغل للسكان، كما طالب بالحق في السكن الملائم للمنطقة وسكانها، أي سكنات من دون طوابق، كون الولاية تحتوي على مساحات عقارية كافية.