''لسنا مصريين ومن يخسر اللقاء القادم سيشجع الآخـر سـواء تأهـلت الجزائـر أو المغرب''
يتحدث المغاربة كثيرا هذه الأيام عن المواجهة المرتقبة بين ”الخضر” وأسود الأطلس هنا في الجزائر في 27 من الشهر المقبل، لكن الشيء الملفت للإنتباه أنهم يتحدثون على عكس ما جرى مع المصريين عندما أعلن الفراعنة حربا إعلامية شرسة تفننوا من خلالها في السب والشتم، ولأن الجزائريين والمغاربة إخوة فإن الكثير من اللاعبين والمشجعين والمدربين يرون أن المواجهة المقبلة مع الجزائر ستجري في أجواء أخوية باعتبار الروابط التي تجمع شعبي البلدين، وهو ما أكده مدرب المغرب الأسبق بادو الزاكي في حديثه لقناة ”المغربية”، حيث أكد أن المباراة المقبلة لن تخرج عن إطارها الرسمي وستكون منافسة شريفة بين منتخبين شقيقين، بالرغم من أن اللقاءات التي تجري بين المنتخبين غالبا ما تعرف حماسا مفرطا باعتبارها داربيات مغاربية، كما قال أن المنتخبين المغربي والجزائري يملكان تاريخا عريقا في كرة القدم الافريقية لذلك قال إن الحظوظ متساوية بينهما للتأهل لـ”الكان” المقبل، وقال بادو زاكي في هذا الشأن: ”المباراة تعد داربي كبيرا بين منتخبين لديهما تاريخ عريق في الكرة الإفريقية ويملكان نفس الحظوظ في التأهل”، وأضاف أن نتيجة المباراة ستحسم في غالب الأمر بعامل الحظ، لأن المنتخبين يلعبان ”بنفس الطريقة تقريبا”. ويعتقد أنه من المستبعد تكرار سيناريو الأحداث التي واكبت مبارتي الجزائر ومصر في السباق نحو كأس العالم، وقال الزاكي في هذا الصدد ”لا يمكن تصور حدوث هذا الأمر بين شعبينا، سواء تعلق الأمر باللاعبين أو الجماهير أو الصحفيين. لا يوجد أحد لديه هذا الحقد تجاه الآخر في كرة القدم، الكل واعٍ بأن الأمر يتعلق بلقاء في كرة قدم، والأفضل سيفوز”. أما حسين خرجة الذي يلعب حاليا لنادي إنتر ميلانو الإيطالي فقال أنه ”سيكون لقاء قويا”، ومع ذلك يرى أن كل الحظوظ مع أسود الأطلس وقال ”لدينا فريق رائع ومدرب كبير”. وعن العلاقات بين البلدين أضاف ”بالنسبة لعشاق كرة القدم المغاربية، ستطغى العلاقات الودية بين الفريقين بغض النظر عن الفائز”. ولم يختلف رأي الشارع المغربي الذي أكد هو الآخر مثله مثل نظيره في الجزائر أن اللقاء لن يخرج عن إطاره وسيكون لقاء مغربيا محضا، حيث نقلت قناة المغربية تصريح بعض المشجعين في المغرب، وقال أحدهم: ”من الأكيد أنه لن يحدث بين الفريقين المغربي والجزائري ما وقع بين هذا الأخير والفريق المصري، لأن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، فالجزائريون إخواننا ولن نحزن للخسارة أمامهم”، مشجع آخر وهو طالب جامعي قال ”كيفما كان الحال ستبقى مقابلة كروية. إذا لم نتأهل، سأكون أول المشجعين للفريق الجزائري كما فعلنا في إقصائيات كأس العالم 2010، لكن إذا حدث عكس ذلك فنريد من إخواننا الجزائريين مساندتنا”. وكما كان رأي الرياضيين والجماهير فإن الإعلام المغربي هو الآخر يلعب دورا مهما في المحافضة على العلاقة الوطيدة بين الشعبين والإرث الأخوي الذي لن تدمره من دون شك مباراة في كرة القدم.