''صنايعية'' يمارسون مهنة طب الأسنان في ''الڤاراجات''
مئات المرضى تعرضوا لكسور في الفك وتهشم كلي لأسنانهم
كشف الدكتور رشيد شعراوي، رئيس عمادة جراحي الأسنان، عن قيام حرفيين متخصصين في تصنيع طواقم الأسنان بعمليات قلع الأسنان مقابل مبالغ مالية زهيدة جدا، إذ تم تسجيل مئات الحالات تخص أشخاصا تعرضوا لكسور خطيرة على مستوى الفك.وقال الدكتور شعراوي في اتصال بـ”النهار”، إن عمليات القلع تتم في ورشات ومستودعات تنعدم فيها كافة شروط النظافة، وبمعدات كارثية تسببت في تعرض مئات الأشخاص لكسور في الفك وفقدان الأسنان، بسبب استخدام القوة، في الوقت الذي لابد من أن تتم عملية القلع بتقنيات محددة لا يتحكم فيها سوى طبيب الأسنان، فضلا عن ارتفاع نسبة إصابتهم بالأمراض المتنقلة عبر الدم، على رأسها داء فقدان المناعة الأولية والتهاب الكبد.وعلى الصعيد ذاته، أوضح عميد جراحي الأسنان، أنه قام برفع مراسلة عاجلة إلى المسؤول الأول عن قطاع الصحة، إلا أنه لم يتم الرد عليها، إذ لا يزال المرضى يتوافدون بالمئات على عيادات الأسنان لتصليح الكوارث التي تعرضوا لها في مآرب تصنيع ورشات الأسنان، وذكر أن أصحاب المآرب يرتدون المآزر البيضاء شأنهم شأن الطبيب، ويدّعون أنهم جراحو أسنان.وذكر الأخصائي أن صانعي الأطقم، يفتحون الورشات التي يزاولون فيها نشاطهم، بواسطة شهادة حرفي، يقدم من خلالها خدماته، مقابل أسعار جد متدنية، في الوقت الذي تقدر فيه تكلفة عملية قلع أسنان عند طبيب الأسنان بالمخدر والعتاد ألف دينار فقط، وقد تصل إلى 15 ألف دينار إذا كانت العملية معقدة جدا. وفي الشأن ذاته، حذّر الطبيب من هذه الممارسات الخارجة عن المألوف، التي قد تكلف المريض حياته، وتشوهات لا يمكن إصلاحها، داعيا المواطنين إلى تفادي التوجه إلى هذا النوع من الورشات، مضيفا أن أكثر الولايات التي سجلت فيها مثل هذه الممارسات هي وهران، سيدي بلعباس وبشار، إذ كثيرا ما يعمد هؤلاء إلى تقليد جيرانهم في المغرب الذين تكثر لديهم مثل هذه الممارسات.تجدر الإشارة إلى أن مصالح وزارة الصحة قامت في وقت سابق، بغلق 20 عيادة جراحة أسنان خاصة، بناء على حملات تفتيش ومراقبة واسعة، بكل من ولاية عنابة، وهران، الجزائر العاصمة وسطيف، والتي تبين أنها لا تتوفر على أدنى شروط السلامة والنظافة، حيث بلغ مستوى العدوى في تلك العيادات درجة الإصابة بأمراض خطيرة كالكبد الفيروسي والسيدا، أين تم إغلاق 14 عيادة خاصة في عنابة لوحدها.