''الشنـاوة'' يقاسمون الجزائـريين قبورهم
تسجيل حـالتين بمقـــابــر العــــاصمة
اتجه عدد من الصينيين والأفارقة الموجودين في الجزائر، إلى دفن موتاهم في مقابر المسلمين، بسبب بعد المسافة بين الجزائر وبلدانهم الأصلية والتكاليف الباهظة التي تتكلّفها الجالية الصينية الموجودة في الجزائر نظير نقل جثامين موتاهم إلى بلدانهم الأصلية.وقد عالجت المصالح الأمنية المختصة عددا من القضايا التي تتعلق بإبلاغ مواطنين عن اقتحام عدد من الصينيين والأفارقة الموجودين في الجزائر لمقابر المسلمين قصد دفن موتاهم فيها، دون أن يتم إعلام المصالح المحلية بذلك، وهي المخالفات التي سجلتها المؤسسة العمومية لتسيير المقابر. وقد تفاقمت الظاهرة بشكل كبير أمام عدم وجود مقابر مخصصة للأفارقة والصينيين الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم في الجزائر.وقالت المراجع التي أوردت الخبر لـ”النهار” إن المصالح الأمنية اضطرت لتوقيف عدد من الأجانب الذين حاولوا انتهاك حرمة مقابر المسلمين، خاصة بالمقابر التي لا تتوفر على حارس بالمدن والقرى الصغيرة، وهو ما يجعل المواطنين يلعبون دور الحارس لهذه المقابر، بحيث تم الإبلاغ عن أزيد من 8 حالات دفن لصينيين وأفارقة في مقابر المسلمين منذ بداية السنة الجارية، حسب المصادر التي أوردت الخبر. وكشفت ذات المصادر، أن المتهمين الأجانب الذين تمّ تقديمهم للعدالة، وجهت لهم تهم انتهاك حرمة مقابر المسلمين، في الوقت الذي ستطبق في حقهم عقوبات قاسية، بسبب الممارسات التي ارتكبوها في حق حرمة المقابر، وتضيف ذات المصادر أن الصينيين الموجودين في الجزائر لجؤوا إلى دفن موتاهم مع المسلمين من باب جهلهم أن الدّين الإسلامي يحرّم ذلك، وهو ما جعلهم يقعون في مخالفات يعاقب عليها القانون الجزائري.كما تفشّت في الآونة الأخيرة ظاهرة أخرى تتعلق بوجود رعايا إما صينيين أو أفارقة موتى في أماكن عمومية لا يتم التعرف على هوياتهم الحقيقية لأنهم لا يحملون أية وثيقة، وهو ما يجعل السلطات الجزائرية أمام حتمية التكفل بدفنهم بعد صدور قرار بذلك من طرف العدالة الجزائرية، هذا في حالة ما تم العثور على جثث هؤلاء الأجانب من قبل مصالح الدرك الوطني أو الشرطة، بحيث يتمّ تحويلهم إلى مصالح حفظ الجثث ومباشرة الإجراءات القانونية للتكفل بهم.
المدير العام للمؤسسة العمومية لتسيير المقابر والجنائز لـ”النهار”:”سجلنا حالتين العام الماضي و الصينيون هم أكثر من يمارس هذه التجاوزات”
وقد قال المدير العام لمؤسسة المدير العام للمؤسسة العمومية لتسيير المقابر والجنائز لولاية الجزائر بلعيد بن يونس في اتصال بـ”النهار” أمس أن المؤسسة لم تملك أرقاما مضبوطة بخصوص مثل هذه التجاوزات في مقابر المسلمين التي لم ينف وجودها في عدد من المقابر مؤكدا ”لا يمكن تقديم أرقام بخصوص هذه الظاهرة ولم نسجل أزيد من حالتين السنة الماضية على مستوى مقابر العاصمة”. وكشف ذات المتحدث أن هذه التجاوزات هي أقل ما تكون لدى الرعايا الأفارقة الذين يتكفلون بنقل جثث موتاهم في غضون أسبوع على الأقل في الوقت الذي تكثر هذه التجاوزات عند الرعايا الصينيين الذين يكونون ملزمين بدفن موتاهم في المقابر المسيحية أو مقابر المسلمين بسبب بعد المسافة والتكاليف الباهظة ، وتطرق ذات المتحدث إلى ظاهرة جديدة هي دفن جثث الأجانب في مقابر المسلمين والذين تعثر عليهم المصالح الأمنية إما مقتولين أو موتى في ظروف غامضة، وهو ما يجعل العدالة تتخذ قرارا بدفنهم في الجزائر دون اللجوء إلى ترحيلهم بسبب غموض في هويتهم .