''إجبار الأطفال على صوم شهر رمضان قــــد يتــــسبّب في وفـــــاتهم''

أكد البروفيسور ناصر واد حي، أستاذ متخصّص في الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي لمين دباغين، أن إجبار الأطفال على صوم شهر رمضان، قد يتسبّب في وفاتهم بسبب تعرّضهم للجفاف.وأوضح البروفيسور واد حي لـ”النهار”، أن صوم رمضان المصادف لشهر جويلية، يمتدّ إلى غاية 18 ساعة، والجسد الصغير للطفل لا يتحمّل البقاء كلّ تلك المدة من دون شرب الماء أو تناول الغذاء، وهو الأمر الذي يتسبّب في وفاتهم بسبب الجفاف.وعلى الصعيد ذاته، قال الأستاذ وداحي، إن الطفل يُمكنه الصوم إلى غاية منتصف النهار كأقصى حدّ، لتعويدهم على العملية، على أن تمدّد بالتدريج حتى يتمكّن الطفل من صوم اليوم كاملا، فيما عدا ذلك؛ فإن الأولياء ملزمون بمتابعة أبنائهم لتفادي تسجيل وفيات بسبب الصوم. وفي سياق ذي صلة، أفاد محدّثنا، أن ما يتعرّض له الأطفال خلال شهر رمضان، يأتي نتيجة عدم تغذيتهم بشكل متوازن، حيث يقوم الأولياء بإطعامهم من إفطار الليلة السابقة، والأسوأ من ذلك هو أنهم ينسون تماما الالتزام بالوقت؛ إذ يتغذون في أوقات متأخّرة جدّا، حتى أنهم لايتناولون لمجتهم كما هم متعوّدون في الأوقات العادية، مما يفسّر تعرّضهم لبعض التعقيدات الصحية ومعاناتهم من سوء التغذية.وفي سياق آخر، ذكر الأستاذ، أن المرضى أصبحوا يغيّرون مواقيت تعاطيهم للأدوية، خاصة المصابين بارتفاع الضغط الدموي، التي من المفروض أن تؤخذ ثلاث مرات في اليوم، كما أنهم يفتون لأنفسهم بجواز الصوم، ضاربين عرض الحائط تعليمات الطبيب الذي يمنعهم عن مثل هذه الممارسات، وهو الأمر الذي يفسّر الاكتظاظ الكبير لمصالح الاستعجالات، بمرضى الضغط والسكري. وفي الشأن ذاته، أشار البروفيسور، إلى أن غالبية الجزائريين يجدون أنفسهم بعد انقضاء شهر رمضان، يعانون من الوزن الزائد، الذي يعود إلى استهلاكهم المفرط للمشروبات الغازية، بالإضافة إلى تناولهم الكبير للحريرات، الموجودة في الحلويات، فضلا عن الشحوم التي تعدّ جزءً الايتجزأ من المائدة الجزائرية، كما أن الجزائري يعاني من الكسل ويرفض الحركة خلال شهر رمضان.