”أويحيى قرّر الاستقالة بعد انتخابات مجلس الأمة.. والرسالة جلبها معه إلى المكتب”
قال خالفة مبارك الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين ومسؤول التكوين السياسي بحزب التجمع الوطني الديموقراطي، المكلّف بالوساطة بين التقويمية والأمين العام، أن استقالة الأمين العام السابق أحمد أويحيى؛ كانت مبيّتة قبل إعلانها لمناضلي الحزب.وقد أشار إلى أن هذه الاستقالة كانت منتظرة؛ نظرا للأزمة التي ولّدتها قراراته؛ إلا أن الجميع لم يكن ينتظرها في هذا الوقت بالذات، وأنه قرّر الاستقالة بعد انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، كاشفا أن عددا من الأسماء الثقيلة والعقلاء في الحزب سحبت الثقة منه، تجنّبا لأي انزلاقات وتجاوزات قد تمسّ كيان الأرندي.كما كشف الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين “مبارك بوخالفة “، عن حيثيات استقالة الأمين العام السابق أحمد أويحيى؛ والتي وصفها بالمفاجئة “زمنيا”، نظرا لوقت إعلانها، حيث قال إن هذا الأخير اتصل به شخصيا عبر الهاتف منذ أيام؛ طالبا منه العمل على إيجاد أرضية سياسية صلبة يستطيع من خلالها حل الأزمة التي يتخبّط فيها الحزب، مؤكدا أنه عمل على إيجاد وإحداث أفكار حقيقية وصلبة تدعو إلى الحوار بين الطرفين، مضيفا أنه قبِل الوساطة واتصل بجماعة نورية حفصي ويحيى ڤيدوم لإبلاغهم برغبة الأمين العام في إيجاد حلول سريعة وآنية يستطيع من خلالها تهميش المشاكل والأزمات ووضعها جانبا، غير أن تعنّت أحمد أويحيى في فكرة عدم استقبال معارضيه إلا خلال المؤتمر الوطني؛ جعل الحوار غير ممكن، مستشهدا بأنه اتّصل بالأمين العام طالبا منه تحديد الوقت الذي يتمكّن من خلاله ترتيب جلسة مع التقويميين؛ إلا أن أويحيى رفض الاقتراح قائلا، “لن يكون هناك أي نقاش إلا على أرضية شرعية، وهي المؤتمر الوطني”، مضيفا بأن هذا الأمر جعل الوساطة مستحيلة في ظل تشبثه برأيه الانفرادي، وعن الأسباب التي أدّت به إلى تقديم استقالته إلى المناضلين، أوضح خالفة، أن من بين الأسباب التي أدّت إلى استقالته، هو إدراكه بأن من كان معه ويسانده في دواليب الحزب انقلبوا عليه في الأيام الأخيرة، على غرار مجموعة الوزراء ومؤسسي الحزب الحقيقيين، مشدّدا أنه من المستحيل أن يكون أويحيى قد صاغ رسالة الاستقالة في نفس اليوم، مضيفا أنه جلبها معه إلى مكتبه صبيحة الخميس الماضي. وعن الأسباب التي جعلت القياديين في الأرندي يوقّعون عن لائحة التنحية، كشف خالفة، أن أمثال وزير المجاهدين محمد شريف عباس ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، يدركون جيدا مصلحة الحزب، مضيفا أن تنحية أحمد أويحيى كان لابدّ منها بسبب سياسته الغريبة والدكتاتورية في تسيير الأرندي، على غرار تفشي المحسوبية والعروشية داخل الحزب في عهدته؛ نظرا للقانون الذي أصدره والذي يرمي إلى تعيين الأمناء الولائيين والذين معظمهم أميّون؛ بدلا من انتخابهم، مؤكدا أن ثلاثة أسماء المرشّحة لقيادة التجمع الوطني الديمقراطي يجب أن تتحصّل على إجماع المناضلين.