''أحداث العشرية السوداء..كانت تبكي الرئيس الطيّب''
أكد لعائلته أنه لن يتغيّب عن أيّة دعوة رسمية حتى الموت
غادر ظهر أمس، الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، فيلا ”دار النسيم” بالأبيار، التي كان يقطن فيها بجانب الزوجة والأبناء، في جوّ مليء بحزن الفراق الذي كان باديا على وجه أفراد العائلة والأصدقاء الذين رافقوه طيلة مساره الثوري والسياسي، والذين أكدوا طيبة الرجل أثناء حكمه وبعد الاستقالة التي اختارها حفاظا على الديمقراطية التي جاء بها منذ الأيام الأولى لرئاسته للجزائر المستقلة. كشف أحد المقربين من الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد لـ”النهار”، الذي عاش الدقائق الأخيرة لمغادرة الرئيس لفيلا ”دار النسيم”، عن أن الشاذلي بن جديد أقسم على أن لا يتكلم في السياسة بعد تنحّيه عن منصب الرئيس في 2991 مؤكدا بأنه كان كثيرا ما يبتعد عن الخوض في المستجدات التي طرأت على الحياة السياسية في الجزائر، على الرغم من الإلحاح الكبير من قِبل بعض الوزراء والقيادات الذين كانوا يطالبونه بالتدخل وإبداء الرأي في بعض القرارات الهامة، التي مرت عليها البلاد إبان العشرية السوداء، وأضاف المتحدث أن أكثر ما كان يبكي الرئيس بحرقة هو منظر الجثامين والأشلاء التي كانت المجازر الدموية تتسبب فيها، مضيفا أنه كان يتأسف كثيرا للوضع الذي آلت إليه الجزائر من تقتيل وسفك للدماء بين الشعب الواحد، غير أنه كان جد متفائل بغد أحسن، وأكد المتحدث أن الشاذلي بن جديد، لم يندم تماما على القرار الذي اتخذه بتنحيه عن الرئاسة وعلى قرار الانفتاح على التعددية الحزبية، وفي جانب آخر أوضح قريب الرئيس الراحل، أن هذا الأخير كان يلبي كل الدعوات الرسمية التي كانت تصله من الرئاسة في كل المحافل والمناسبات الوطنية، معربا لمقربيه أنه لن يتخلى عن هذا التقليد حتى يوارى الترى، كما أنه من بين أمنيات الشاذلي بن جديد توقيع كتابه الذي ينتظر النور، والذي من المزمع نشره في الأول من نوفمبر الجاري، وأضاف المتحدث الذي ذرف الدموع لما استفسرناه حول آخر اللحظات التي عاشها الرئيس الشاذلي بن جديد، والذي أكد أنه منذ علم العائلة بمرض الرئيس، وهي في حالة من الحزن والأسى، خاصة مع التأكيدات الطبية بأن الحالة مستعصية جدا، مبيّنا أنه كان يعاني كثيرا من شدة الألم، منهيا كلامه بأن كل الطاقم الطبي الذي كان يسهر على صحة الرئيس بمستشفى عين النعجة، وبكى عند صعود روح الرئيس إلى بارئها.