”الفرنسيون أمروا باغتيالي عام 58 عندما هربت من العسكر في فرنسا… وهذا ما قاله لي بومدين”
“رئيس سانت ايتيان عرض عليّ اللعب لفرنسا لكني رفضت”
لم يتوانَ النجم السابق لفريق جبهة التحرير الوطني رشيد مخلوفي، في استحضار أهم المحطات الهامة التي صادفته في مسيرته الكروية، بمناسبة احتفال الجزائر بذكرى الاستقلال، لاسيما عندما كان يدافع عن ألوان “سانت إتيان” الفرنسي، حيث أبرز مخلوفي في تصريح لـ”النهار” بعض الذكريات التي أبى إلا أن يرويها لنا، أين استهل حديثه بقضية هروبه من الخدمة الوطنية بفرنسا عام 58 “نعم لقد هربت من أداء الخدمة الوطنية عام 58 في فرنسا، وهذا بغية الالتحاق بمنتخب جبهة التحرير الوطني، لكن ذلك كلفني التهديد بالموت من قبل السلطات الفرنسية التي بعثت برقية إلى إحدى الثكنات في سطيف، والتي تضمن محتواها طلبهم باغتيالي في حال تم اعتقالي، في مشهد أتذكره جيدا، لاحظوا كم كنا نعاني في تلك الفترة، وهذا كله من أجل تلبية نداء الوطن”، وواصل صاحب إنجاز الميدالية الذهبية عام 1975 كلامه مستحضرا أيضا قضيته مع بومدين الذي بحث عنه شخصيا لدى حضور الراحل لإحدى مباريات البطولة، حيث قال محدثنا: “نعم أتذكر جيدا أن وزير الشباب والرياضة في أواخر السبعينات انتقد بشدة كبيرة عبد الحميد كرمالي، أين طالب بضرورة رحيله وترك مكانه، وهو الخبر الذي بلغ مسامع الراحل بومدين الذي لم يتوانَ في الانتقال شخصيا إلى إحدى الملاعب لحضور إحدى المواجهات، وعند وصوله إلى الميدان، أول شيء قام به هو الإستفسار عن مكاني، وعندما وجدني أمرني أن ألتحق بمكان تواجده برفقة وزير الشبيبة والرياضة، حيث أمرني أن أقف إلى جانبه يمينا والوزير في يساره، حيث قال لي بالحرف الواحد… “راني نتكل عليك بزاف يا سي رشيد لقيادة الخضر إلى التتويج”، فيما لم يكلم الوزير أبدا، وهذا كله ردا على التصرف الذي قام به هذا الأخير ضد كرمالي، لكن بعد موت بومدين، الجميع استقالوا من مهامهم على غرار سوكارن وكرمالي”. وفي نفس السياق، ولأن مخلوفي تألق بشكل كبير مع “سانت إتيان” في تلك الفترة، فإن المدرب السابق لـ”الخضر” تلقى عرضا بالإنضمام إلى “الديوك”، قائلا: “رئيس سانت إتيان عرض عليّ اللعب لصفوف المنتخب الفرنسي لكني رفضت العرض جملة وتفصيلا”.
“طلبت من بن بلة العودة للاحتراف بفرنسا عام 62… وهذا ما قاله لي”
أشاد النجم السابق لجبهة التحرير الوطني لكرة القدم رشيد مخلوفي كثيرا بالرئيس الأسبق للجزائر المستقلة المرحوم أحمد بن بلة، وأكد أنه يحب كرة القدم عموما ومنتخب جبهة التحرير الوطني خصوصا، حيث قال مخلوفي إن المرحوم كان رياضيا بمعنى الكلمة، مشيدا في المقابل بمواقف بن بلة الذي لا يفوت أي فرصة للاستفسار عن أخبار منتخب الأفلان في الحقبة الاستعمارية وحتى غداة الاستقلال، أين كان يبدي اهتمامه الكبير بنتائجه، كما لم يتوان اللاعب السابق لنادي سان تيتيان الفرنسي في الكشف عن بعض المواقف التي استوقفته شخصيا مع الرئيس الأسبق للجزائر، عندما أسر لنا الحديث الذي دار بينه وبين بن بلة، بعدما طلب منه إمكانية العودة إلى فرنسا للاحتراف، حيث قال: “بن بلة كان رياضيا كبيرا وكان يحب منتخب جبهة التحرير الوطني في تلك الفترة، وأتذكر جيدا أن فور خروجه عام 62 من السجن التقيته بتونس فكان أول طلب اقترحته عليه هو ما إذا يسمح لي بالاحتراف مجددا بفرنسا، فماكان إلا أن يجيب لي قائلا في موقف اعتز به كثيرا “لن أرفض طلبك بالتأكيد، يجب أن تعلموا أن الجزائر كافحت وناضلت 8 سنوات كاملة من أجل أن تعطي لشعبها الحرية وليس أن تمنعهم”، ثم أتذكر أنه منحني بعدها جواز سفر تونسي للسفر إلى أوروبا”.