النهار تنقل معاناة عائلات الصيادين المفقودين بعرض مياه تنس

؟''خلي هذا الطعام للأولاد'' عبارة ردّدها أحد الصيادين لزوجته قبل مغادرته
؟ أبناء توأم لصياد آخر مفقود يرفضون الالتحاق بالمدرسة إلا بعد سماع أخبار عن والدهما
حالة من القلق تعيشها عائلات الصيادين المفقودين منذ خمسة أيام بعد انطلاقهما من ميناء تنس بالشلف في رحلة عادية لصيد السمك أخذت منعطفا آخر بعد انقطاع الاتصال بهم منذ أمسية يوم الجمعة الفارط، أين اتصل أحد أبناء ربان السفينة بوالده للاطمئنان عليه، هذا الأخير أعلمه بأنه في طريقهم للعودة بعد الانتهاء من صيد الجمبري، لينقطع بعدها أي خبر عنهم بعد تعذر الاتصال بهم ثانية إلى غاية الآن، أين تجري عمليات بحث حثيثة من طرف حراس السواحل لتقفي أي أثر يمكنهم من الوصول إليهم.
س. بلحوسين
‘النهار” تنقلت إلى عائلات الثلاثة صيادين الأشقاء، أين تم استقبالنا بصدر رحب وكلهم أمل أن تكون جريدة ”النهار” فأل خير لهم بنقلها لهم أخبارا سارة عن أرباب العائلات، وفي كل بيت متواضع طرقناه رأينا توافد الجيران والأحباب يتفقدون زوجات وأبناء المفقودين الثلاثة من عائلة بومدين عبد القادر القاطن بحي ٠٠٢ مسكن بتنس والبالغ من العمر ٠٥ سنة أب لـ٥ أبناء وترك وراءه طفلا يبلغ من العمر حوالي سنتين وابنته المعاقة البالغة ٦١ سنة، وقد خرج من البيت بعد صلاة العصر ولم يأخذ معه طعاما وكانت آخر كلمة بعد اتصال زوجته على الساعة ٠٣:٠٢ دقيقة أخبرته على الأحوال الجوية التي تم بثها في النشرة وهو الذي خرج بدون زاد. الشقيق علي وهو مكانيكي يسكن في الطريق المؤدي إلى الميناء بالتنس يعيش وسط عائلة بسيطة الدخل في ٣ غرف، أب لـ٦ أبناء من بينهم الفتاة التي روت لنا رفقة والدته عن بساطة والدها، هما فتاتان جامعيتان وابن بالمتوسطة والآخر بالثانوية، فيما يبقى التوأمان اللذان أكدا عدم مزاولة الدراسة إلى حين معرفة أخبار عن الوالد، كما صرحت زوجته لحظات قبل خروجه من البيت لم يرض أن يأخذ معه الطعام على أن تبقيه لأبنائها قائلا ”خلي للأولاد الأكل والخبز” فمنذ ٠٢ سنة وهو يزاول مهنته بالبحر إلى غاية حدوث الفاجعة التي هزت قلوب الجميع. أما الشقيق مروان القاطن بالمنطقة المسماة ”لاسيتي” بالتنس فتحت لنا زوجته وأولاده الباب، فيما حضر بعض من أصدقائه الصيادين، هو أب لـ٤ أبناء كانت البنت البكر تبكي حزنا عن والدها وقد خرج حوالي الساعة ٠٠:٩١ مساء في يوم الخميس من البيت آملا أن يعود وقد ترك لزوجته بعض المصروف قبل مغادرته. للإشارة، فإن الصيادين الثمانية كانوا قد خرجوا يوم الخميس في رحلة عادية لصيد السمك من ميناء تنس على متن قارب جيبية ”شالوتي” المسمى ”الخليل” على أن يعودوا إلى نفس رصيف الانطلاق صبيحة اليوم الموالي أي الجمعة، إلا أن ذلك لم يحدث وهو ما أدى إلى الإعلان عن حالة طوارئ قصوى عبر ميناء تنس بعد انتشار خبر فقدان سفينة صيد وعلى متنها ثمانية صيادين، فيما أكدت ذات المصادر أن أحدهم اتصل في الساعات الأولى من صباح الجمعة برئيس القارب، حيث طلب منه ضرورة الدخول إلى الميناء نظرة للاضطرابات الجوية التي يشهدها البحر وقد طمأنه قائد القارب المفقود بالعودة حينما تتم عملية صيد الجمبري ولم يعاود الاتصال به حتى الساعة الخامسة صباحا من نفس اليوم، أين كلمه ابنه وحاول إقناع والده بالعودة، وقد طمأن هذا الأخير ابنه بالعودة قبل صلاة الجمعة وفي حدود الساعة التاسعة صباحا اتصل أحد الصيادين ليطمئن عليهم لكن لا أحد كان يرد، الأمر الذي استوجب على مصالح حرس السواحل مباشرة عملية البحث عنهم.
مصادر ترجح تعرض الصيادين للاختطاف بعد نزاعات مع صيادين إسبان حول سمك الجمبري
أشارت بعض المصادر المحلية من بعض القاطنين بمدينة تنس إلى أن السفينة هي ملك لثلاثة أشقاء من سيدي عكاشة، وظفوا هؤلاء الصيادين للعمل بها في نشاط الصيد ولهم نزاعات مع شركة إسبانية بعد إبرامهم لاتفاق معها خاص بصيد الجمبري وبيعه لهم بعرض البحر مقابل مبالغ مالية يتسلمونها مقابل كل عملية، الأمر الذي يفتح المجال واسعا لفرضية نشوب خلافات بينهم أدى إلى اختطافهم، خصوصا أنه لم يتم العثور على شيء يثبت احتمال تعرض السفينة للغرق بفعل التقلبات الجوية، وهي الواقعة نفسها التي حدثت قبل ٠١ سنوات تقريبا وبنفس المنطقة، أين تعرض صيادون للاختطاف من قبل سفينة صيد إسبانية قبل أن يتم إطلاق سراحهم بعد أيام من ذلك حسب تصريحات بعض أهالي منطقة تنس.
س. بلحوسين
الصيد توقف في تنس منذ الجمعة الماضي
٠٥ سفينة صيد تبحث عن الصيادين الثمانية المفقودين
تشارك نحو ٠٥ سفينة صيد في الأبحاث تضامنا مع البحارة الثمانية المختفين منذ يوم الجمعة الماضي في عرض سواحل ولاية الشلف، حيث لم يظهر أثر للبحارة بالرغم من الأبحاث الحثيثة عن الصيادين الذين كانوا على متن سفينة صيد السمك ”الخليل ت ن ٥٤”. فرغم الوسائل المسخرة من طرف البحرية الوطنية، حيث هناك إلى جانب الـ٠٥ سفينة صيد، السفينة العلمية ”قرين بلقاسم” التي تعزز بها الأسطول الجزائري مؤخرا لا تزال سفينة صيد السمك ”الخليل ت ن ٥٤” لم يظهر لها أي أظهر حسب ما استفيد من المديرية الولائية للصيد البحري والموارد الصيدية. وقد خرجت ”الخليل ت ن ٥٤” التي هي سفينة صيد يبلغ طولها ٨١ مترا وشرعت في النشاط في الثمانينات. إلى البحر يوم الخميس الماضي عرض الشريط الساحلي الغربي لولاية الشلف لاصطياد سمك الجمبري حسب صيادين من مدينة تنس الساحلية الذين وصفوا هذا الاختفاء بـ”الغريب” نظرا للخبرة التي يتمتع بها طاقم هذه السفينة وانعدام أي أثر لها، حيث أعربوا من جهة أخرى عن تعجبهم لكون طاقم السفينة لم ”يرسل أي نداء لطلب النجدة”، كما أنه لم يتم العثور على أي من الأكياس البلاستيكية أو الطوافات التي تطفو على سطح البحر في حالة غرق هذه السفينة.
ومهما يكن، فإن هناك أسئلة متعددة تبقى بدون إجابة حسب هؤلاء الصيادين الذين أكدوا أنهم لم يخرجوا إلى البحر منذ الإعلان عن اختفاء السفينة. وفي انتظار ورود أخبار عن سفينة ”الخليل ت ن ٥٤” التي كان على متنها ثمانية بحارة، من بينهم ثلاثة أشقاء ”الإخوة بومدين” الذين يعملون في البحر أبا عن جد وكذا مجهزها ”ورثة مصطفى عبد الكريم” إلى جانب أربعة بحارة.
ق. و