يُلزم والده بتأدية الصلاة ويلقنه درسا في الاستقامة والثبات
كان المعلم في الطور الابتدائي يشرح الدرس فتطرق في حديثه إلى صلاة الفجر، وأخذ يتكلم عنها بأسلوب رائع وذكر فضل هذه الصلاة وأهميتها، تأثر أحد التلاميذ الصغار، فهو لم يسبق له أن صلى الفجر ولا أهله، وعندما عاد الطفل إلى المنزل أخذ يفكر كيف يمكن أن يستيقظ للصلاة يوم غد، فلم يجد حلا سوى أنه يبقى طوال الليل مستيقظا حتى يتمكن من أداء الصلاة، وبالفعل نفذ ما فكر به وعندما سمع الأذان انطلقت البراءة لأداء الصلاة ولكن ظهرت مشكلة في طريق الطفل. من سيرافقه إلى المسجد لأنه يخشى الذهاب وحده، فبكى الطفل وجلس أمام الباب، وفجأة سمع صوت طقطقة حذاء في الشارع، فتح الباب بهدوء وخرج مسرعا، فإذا برجل شيخ يهم متجها إلى المسجد، نظر إلى ذلك الرجل فعرفه نعم عرفه إنه جد زميله من الجيران، تسلل ذلك الطفل بخفية وهدوء خلف الشيخ، حتى لا يشعر به فيخبر أهله ليعاقبوه، واستمر الوضع عدة أيام، ولكن دوام الحال من المحال فلقد توفى ذلك الشيخ، فعلم الطفل وحزن كثيرا، بكى بحرقة وحرارة، استغرب والداه فسأله وقال له: يا بني لماذا تبكي عليه ؟، إنه ليس في سنك لتلعب معه وليس قريبك فتفقده في البيت، فنظر الطفل إلى أبيه بعيون دامعة ونظرات حزن وقال له: ياليت الذي مات أنت وليس هو، صعق الأب وانبهر لهذا الأسلوب ولماذا يحب ابنه هذا الرجل؟، قال الطفل البريء «أنا لم أفقده من أجل ذلك ولا من أجل ما تقول، بل من أجل الصلاة نعم من أجل الصلاة»، ثم استطرد وهو يبتلع عبراته: لماذا يا أبي لا تصلي الفجر، لماذا يا أبي لا تكون مثل ذلك الرجل ومثل الكثير من الرجال الذين رأيتهم، فقال الأب: أين رأيتهم؟ فقال الطفل: في المسجد، قال الأب: كيف؟ فحكى حكايته لأبيه فتأثر الأب من ابنه وكادت دموعه أن تسقط فاحتضن ابنه ومنذ ذلك اليوم لم يترك أية صلاة في المسجد .
أرسلتها سميرة.ن من المسيلة