يوسف حداد: فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا لعبت “دورا فاعلا” في دعم الثورة التحريرية
أعتبر المجاهد يوسف حداد يوم السبت بالجزائر العاصمة أن فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا لعبت “دورا فاعلا” في دعم الثورة التحريرية لا سيما من خلال الدعم المالي و تحسيس الرأي العام الفرنسي و الدولي بالمأساة التي كان يعيشها الشعب الجزائري “جراء الإستعمار.و أوضح حداد خلال منتدى الذاكرة الذي تنظمه جمعية مشعل الشهيد بمقر جريدة المجاهد في ندوة تحت عنوان” مساهمة الجالية الجزائرية بالمهجر أثناء الثورة التحريرية” أنه “بفضل الفيدرالية تمكنت جبهة التحرير الوطني من نقل الكفاح إلى التراب الفرنسي” مضيفا أن “أكثر من 50 بالمئة من ميزانية الحكومة المؤقتة الجزائرية كان مصدرها اشتراكات الجزائريين بالمهجر”.و قال حداد (مسؤول بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بشمال فرنسا) أن تأسيس الفيدرالية كان بهدف “تنظيم الجالية الجزائرية بالخارج و تعبئتها لخدمة أهداف الثورة” مشيرا إلى أنها “مرت بعدة مراحل وصولا إلى خضوعها لنفس التنظيم المعمول به في الداخل” على غرار تقسيمها إلى مناطق و ولايات.و بالإضافة إلى جمع الأموال قامت الفيدرالية بالعديد من العمليات المسلحة داخل التراب الفرنسي وهو ما اعتبره بعض المؤرخين الفرنسيين ب”الحالة الوحيدة في العالم التي شهدت هذه الصيغة من الكفاح”.و في هذا السياق أبرز حداد بعض الكتابات للمؤرخ هنري بويو التي تدعم هذا الطرح معتبرا أن أهداف الفيدرالية “تحققت بفضل شبكات الدعم المكونة من إطارات وعمال جزائريين و حتى مواطنيين فرنسيين متعاطفين مع الثورة الجزائرية”.و على سبيل المثال أشار حداد الى شبكة الفيلسوف الفرنسي فرانسيس جونسون التي كانت توفر المأوى لمناضلي جبهة التحرير الوطني و تنظم الجزائريين داخل نقابات اليسار حتى أصبح أعضاء هذه الشبكة أنفسهم مطلوبين لدى العدالة الفرنسية و تمت محاكمتهم في 5 سبتمبر 1960 بتهمة “الخيانة العظمى”.كما دعا حداد بهذه المناسبة المؤرخين الجزائريين إلى “إعطاء اهتمام أكبر” للدور الذي لعبته الجالية الجزائرية و فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا لدعم الثورة من خلال كتاباتهم و توثيق شهادات المجاهدين الذين لا يزالوا على قيد الحياة.من جهتها أكدت المجاهدة عقيلة وارد ب”الدور الكبير” الذي لعبته المرأة في فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا لا سيما فيما تعلق بتسليم الأموال أو الوثائق ضمن شبكات الدعم التي كانت تابعة للفدرالية.و أضافت أن المرأة كانت “حاضرة بقوة” في مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بفرنسا وتعرضت ل”نفس أشكال التعذيب و الإعتقال التي تعرض لها المتظاهرون من الرجال ومنهن من تم رميهن بنهر السين”.يذكر أن الجزائريين بفرنسا لبوا نداء الفيديرالية بتنظيم مظاهرات سلمية في 17 أكتوبر 1961 بباريس أريد من خلالها المطالبة بإلغاء نظام حظر التجول الذي كان مفروضا عليهم دون سواهم و كذا فك الرقابة البوليسية على تحركاتهم العادية التي فرضها رئيس الشرطة أنذاك موريس بابون.