إعــــلانات

يفوز بجائزة الجمهور في مهرجان نيويورك الدولي

يفوز بجائزة الجمهور في مهرجان نيويورك الدولي

حاز فيلم “”هنا يغرق الجزائريون” للمخرجة الجزائرية ياسمينة عدي بجائزة الجمهور في الطبعة ال20 لمهرجان نيويورك الدولي المخصص لفيلم الشتات الإفريقي حسبما أكدته المخرجة لوأج يوم الخميس بالعاصمة الفرنسية. و يروي هذا العمل السينمائي الذي سبق له و أن حاز على جوائز في العديد من المهرجانات القمع الدموي من قبل الشرطة الفرنسية للمظاهرات التي نظمها جزائريون في 17 أكتوبر 1961 ببباريس. و سلطت المخرجة الضوء على هذه الأحداث بعد خمسين سنة من وقوعها مبرزة تلك الحقيقة التي طالما ظلت مخفية حول هذا القمع الذي كان بأمر من موريس بابون رئيس شرطة باريس آنذاك. و نظمت هذه المظاهرات تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني حيث قدم آلاف الجزائريين إلى باريس ليخرجوا يوم 17 ديسمبر 1961 ليحتجوا على حظر التجول العنصري الذي فرض عليهم و مطالبين باستقلال الجزائر. إلا أن هذه المظاهرات السلمية قوبلت بقمع همجي خلف 300 إلى 400 قتيل رميا بالرصاص و ضرب بالأسلحة اليدوية و إلقائهم في نهر السين بالإضافة إلى جرح 2400 متظاهرا و تسجيل 400 مفقود. و تم على إثر هذه المظاهرات اعتقال حوالي 15000 جزائري و سجن 3000 منهم في حين تم طرد 1500 منهم إلى الجزائر و سجنهم في معتقلات. و بعد عمل دؤوب تقدم ياسمينة عدي للمشاهد فيلما وثائقيا مدته 90 دقيقة يجمع بين صور لم يسبق نشرها من الأرشيف و شهادات للذين نجوا من المأساة و كذا الذين شاركوا في هذه المظاهرات السلمية. و تلقي المخرجة التي اعتمدت في عملها طوال سنتين على مقالات صحفية و وثائق إذاعية لم يسبق نشرها بالمتفرج في جو رهيب ميز تلك الفترة من خلال عدة شهادات حية لمن عاشوا هذا القمع الذي تميز بعنف لم يشهد له مثيل و لفرنسيين تم إشراكهم بالقوة في هذه المأساة التي جرت في قلب العاصمة الفرنسيةو قالت في هذا الصدد أن “عمليه البحث هذه لم تكن سهلة و مليئة بالردود المفاجئة على غرار تلك الرسائل المجهولة من بعض أعوان الشرطة الذين كانوا يستفسرون عما سيقال في هذا الفليم الوثائقي“. و برفع الرقابة عن بعض الأرشيف تمكنت المخرجة من الاعتماد على بعض المقالات الصحفية و الصور و التسجيلات الإذاعية التي تظهر بأن المصورين تلقوا أوامر بعدم التقاط صور لأعوان الشرطة و هم يضربون المتظاهرين. و قالت في هذا الصدد “أنا مرتاحة لهذا العمل و ما لقيه من نجاح على الصعيد الدولي. و يبدو أن إبراز هذه الحلقة المأساوية من تاريخ الجزائر قد لاقت إعجاب الجمهور و أظهرت حقائق طالما كانت مخفية من قبل السلطات الفرنسية” مذكرة بأن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أكد في 17 اكتوبر الفارط في ذكرى هذه الأحداث اعتراف الجمهورية بكل بوضوح بالقمع “الدموي” لمظاهرات الجزائريين بباريس يوم 17 اكتوبر1961. و أضافت أن “هذا التكريم يستوقفني لأن هذا المهرجان ينظم بحضور مخرجين يمثلون الشتات و هو بمثابة اعتراف لهذه المأساة التي وقعت بقلب باريس و أظن أنه من المهم أن يكون تاريخ بلدي معروف و له أثر عبر العصور و عبر أنحاء العالم“. و أسس مهرجان فليم الشتات الإفريقي سنة 1993 بمانهاتن و تعرض خلاله الأعمال السينمائية للمخرجين ذوي الأصول الإفريقية في العالم كما يكرس دور هؤلاء المخرجين في السينما العالمية. 

رابط دائم : https://nhar.tv/Mhb1U
إعــــلانات
إعــــلانات